27 - حدثنا داود بن المحبر ثنا حماد بن سلمة عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري عن النبي A قال Y أتيت بالبراق وهو دابة أبيض مضطرب الأذنين فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه فركبته فسار بي نحو بيت المقدس فبينما أنا اسير إذ ناداني منادي عن يميني يا محمد على رسلك [ ص 171 ] أسألك حتى ناداني ثلاثا فلم أعرج عليه ثم ناداني منادي عن يساري يا محمد على رسلك أسألك حتى ناداني ثلاثا فلم أعرج عليه ثم استقبلتني امرأة عليها من كل حلي وزينة ناشرة يديها تقول يا محمد على رسلك أسألك تقول ذلك حتى كادت تغشاني فلم أعرج عليها حتى أتيت بيت المقدس فربط الدابة بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء فيه خمر واناء فيه لبن فاخترت اللبن فقال أصبت الفطرة ثم قال ما لقيت في وجهك هذا قلت بينما أنا اسير إذ ناداني مناد عن يميني يا محمد على رسلك أسألك حتى ناداني يا محمد على رسلك حتى ناداني بذلك ثلاثا قال فما فعلت قلت فلم اعرج عليه قال ذاك داعي اليهود لو كنت عرجت عليه لتهودت أمتك قلت ثم ناداني مناد عن يساري يا محمد على رسلك أسألك حتى ناداني بذلك ثلاثا قال فما فعلت قلت فلم أعرج عليه قال ذاك داعي النصارى لو كنت عرجت عليه لتنصرت أمتك قلت ثم استقبلتني امرأة عليها من كل زينة ناشرة يديها تقول يا محمد على رسلك أسألك حتى كادت تغشاني قال فما فعلت قلت فلم أعرج عليها قال تلك الدنيا لو عرجت عليها لاخترت الدنيا على الآخرة ثم أتينا بالمعراج فإذا أحسن ما خلق الله الم تر الى الميت إذا شق بصره انما يتبعه المعراج عجبا به ثم قال رسول الله A تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة قال فقعدت في المعراج أنا وجبريل صلى الله عليهما وسلم حتى انتهينا الى باب الحفظة فإذا عليه ملك يقال له إسماعيل معه سبعون الف ملك ومع كل ملك سبعون الف ملك قال ثم قال رسول الله A وما يعلم جنود ربك الا هو فاستفتح جبريل قال من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل اليه قال قد أرسل اليه ففتح لنا [ ص 172 ] فإذا أنا بآدم كهيئته يوم خلق قلت من هذا يا جبريل قال هذا أبوك آدم فرحب ودعا لي بخير فإذا الأرواح تعرض عليه فإذا مر به روح المؤمن قال روح طيبة وريح طيبة وإذا مر عليه روح كافر قال روح خبيثة وريح خبيثة قال ثم مضيت فإذا أنا بأخاوين عليها لحوم منتنة وأخاوين عليها لحوم طيبة وإذا رجال ينتهبون اللحوم المنتنة ويدعون اللحوم الطيبة فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الزناة يدعون الحلال ويتبعون الحرام ثم مضيت فإذا اناس قد وكل بهم رجال يفكون لحيهم وآخرون يجيئون بالصخر من النار يقذفونها في أفواههم فتخرج من أدبارهم قلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتمى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا قال ثم مضيت فإذا انا برجال قد وكل بهم رجال يفكون لحيهم وآخرون يقطعون لحومهم فيضفزوهم إياها بدمائها فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الهمازون اللمازون ثم قال رسول الله A ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه قال ثم مضيت فإذا أنا بأناس معلقات بثديهن فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الظؤرات يقتلن اولادهن قال ثم مضيت حتى انتهيت الى سابلة آل فرعون فإذا رجال بطونهم كالبيوت إذا عرض آل فرعون على النار غدوا وعشيا فيوقفون لآل فرعون [ ص 173 ] مستلقين على ظهورهم وبطونهم فيثردونهم آل فرعون ثردا بأرجلهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء أكلة الربا ثم تلي رسول الله A الذين يأكلون الربوا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس فإذا عرض آل فرعون على النار قالوا ربنا لا تقوم الساعة لما يرون من عذاب الله قال ثم عرج بنا الى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد A قيل وقد أرسل اليه قال قد أرسل اليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن قلت من هذا يا جبريل قال هذا أخوك يوسف فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا الى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل اليه قال قد أرسل اليه ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى فرحبا ودعيا لي بخير ثم عرج بنا الى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل اليه قال قد أرسل اليه ففتح لنا فإذا أنا بادريس فرحب ودعا لي بخير ثم تلي رسول الله A ورفعنه مكانا عليا قال ثم عرج بنا الى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل اليه قال قد أرسل اليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون فإذا أكثر من رأيت تبعا وإذا لحيته شطران شطر سواد وشطر بياض فقلت من هذا يا جبريل قال هذا المحبب في قومه فرحب ودعا لي بخير [ ص 174 ] ثم عرج بنا الى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل من قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل اليه قال نعم ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب ودعا لي بخير فقال موسى تزعم بنو إسرائيل أني أكرم الخلق على الله وهذا أكرم على الله مني فلو كان اليه وحده لهان علي ولكن النبي معه أتباعه من أمته ثم عرج بنا الى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل اليه قال قال قد أرسل اليه ففتح لنا فإذا أنا بشيخ أبيض الرأس واللحية وإذا هو مستند الى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون اليه فقلت من هذا يا جبريل قال هذا أبوك إبراهيم فرحب ودعا لي بخير وقال يا محمد هذه منزلتك ومنزلة أمتك ثم تلي رسول الله A إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين أمنوا والله ولي المؤمنيين فدخلت الى البيت المعمور فصليت فيه ثم نظرت فإذا أمتي شطران شطر عليهم ثياب رمد وشطر عليهم ثياب بيض فدخل الذين عليهم ثياب بيض واحتبس الآخرون قال ثم ذهب جبريل الى سدرة المنتهى فإذا الورقة من ورقها لو غطيت بها هذه الامة لغطتهم وإذا السلسبيل قد انفجر من أصلها أو من اسفلها نهران نهر الرحمة ونهر الكوثر قال فاغتسلت في نهر الرحمة فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر وأعطيت الكوثر فسلكته حتى انفجر في الجنة فنظرت في الجنة فإذا طيرها كالبخت وإذا الرمانة من رمانها كجلد البعير [ ص 175 ] المقور وإذا أنا بجارية فقلت يا جارية لمن أنت قالت لزيد بن حارثة فبشرت بها زيدا وإذا في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ونظرت الى النار فإذا عذاب الله شديد لا تقوم له الحجارة والحديد قال فرجعت الى الكوثر حتى انتهيت الى السدرة المنتهى فغشيها من أمر الله ما غشي ووقع على كل ورقة منها ملك فأيدها الله بإدواته وأوحى الي ما أوحي وفرض علي في كل يوم وليلة خمسين صلاة فنزلت حتى انتهيت الى موسى فقال ما فرض ربك على أمتك فقلت خمسين صلاة في كل يوم وليلة فقال ان أمتك لا تطيق ذلك واني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم فارجع الى ربك فسله التخفيف لأمتك فرجعت فقلت أي رب خفف عن أمتي فحط عني خمسا فرجعت الى موسى فقال ما فعلت فقلت حط عني خمسا فقال ان أمتك لا تطيق ذلك فارجع الى ربك فسله التخفيف فرجعت فقلت أي رب خفف عن أمتي فحط عني خمسا فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى ويحط عني خمسا حتى فرض علي خمس صلوات في كل يوم وليلة وقال يا محمد انه لا يبدل القول لدي هي خمس صلوات لكل صلاة عشر فهي خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فان عملها كتبت له عشر أمثالها ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه فان عملها كتبت سيئة واحدة فرجعت الى موسى فأخبرته فقال ارجع الى ربك فسله التخفيف لأمتك فقلت قد رجعت الى ربي حتى استحييت