@ 54 @ وبكل حال فالخطأ في ذلك من قاصد الحق بتنزيه الحق مغفور للعالم وقد كان اغتر في شبيبته وصحب العفيف التلمساني فلما تبين له ضلاله هجره وتبرا منه فالحمد لله .
أسمع أولاده كثيرا وأحفاده وحج وسمع بالحرمين وبيت المقدس ودمشق ومصر وحلب وحماة وحمص وبعلبك والإسكندرية وبلبيس وقطية وغير ذلك وأوذي مرة واختفى مدة من أجل سماعه لتاريخ الخطيب وأوذي نوبة أخرى لقراءة شيء من كتاب أفعال العباد مما يتأوله الفضلاء المخالفون وحبس فصبر وكظم وقضى أكثر عمره على الاقتصاد والقناعة وقلة الدرهم إلى أن توفي شيخنا ابن أبي الفتح فحصل له من جهاته حلقة الخضر والحديث بالناصرية فأضاء حاله وفرحنا له ثم ولي دار الحديث سنة ثمان عشرة بعد ابن الشريشي ثم فيما بعد ترك الحلقة وأخذت منه الناصرية ثم نزل عن العزية لصاحبه نجم الدين وتكفى بما تبقى على قلته بنسبة رتبته وربما وصل بشيء متمم لأولاده وباع كتابيه بألفين ومائتين فأنفقها وأعلى ما عنده مطلقا الغيلانيات وبإجازة جزء ابن عرفة وابن الفرات سمعت منه سنة أربع وتسعين وأخذت عنه صحيح البخاري وغير ذلك واستملى منه قاضي القضاة أبو الحسن الحافظ وسمع منه قاضي القضاة عز الدين الكناني والحافظ أبو الفتح اليعمري ومحب الدين وأولاده والسروجي وابن