@ 93 @ عيسى بن موسى وهو على الكوفة يأمره ان يحمل أبا حنيفة إلى بغداد قال ابو نعيم فغدوت أريد ابا حنيفة فلقيته راكبا يريد وداع عيسى وقد كاد وجهه يسود خوفا فقدم بغداد فمات فيها وهو ابن سبعين سنة قال ابو نعيم سقى شربة فمات منها وأخبرت أنه لما حضر بين يدي المنصور دعا له بسويق وأمره بشربة فامتنع فقال لتشربنه فامتنع فأكرهه حتى شربه ثم قام مبادرا فقال له أبو جعفر إلى أين قال إلى حيث بعثت بي فمضى به إلى السجن فمات في السجن .
أخبرنا ابو القاسم عبد الله بن محمد الحلواني قال ثنا مكرم قال ثنا عبد الوهاب ابن محمد قال ثنا يعقوب بن شيبة قال أخبرني عبد الله بن الحسن عن بشر بن الوليد قال مات أبو حنيفة في السجن ودفن في مقابر الخيزران قال يعقوب بن شيبة خبرت انه توفى وهو ساجد .
أخبرنا عمر بن إبراهيم قال ثنا مكرم قال ثنا أحمد بن عطية قال ثنا عبد الله ابن مطيع قال سمعت أبي يقول رأيت جنازة رجل أيام أبي جعفر في طاقات باب خراسان وخلفها رجل ومعها أربعة أنفس يحملونها فقلت من هذا الميت فقالوا رجل من أهل الكوفة مات في السجن قلت من يقال له قالوا ابو حنيفة وهذا الرجل نذهب به وندفنه فلما خرجنا من باب خراسان كأنه نودي في الخلق فاجتمعوا فعبرنا به إلى ذلك الجانب فصليت عليه عند باب الجسر فتقدم رجل فصلى عليه فقلت من هذا قالوا رجل من بني تيم الله وأبو حنيفة مولى لهم ودفن في مقابر الخيزران فلم نقدر على دفنه إلى ما بعد العصر من كثرة الزحام قال قلت كيف اختار هذا الجانب والدفن فيه قال لأن ذلك الجانب غصب وهذه الأرض كانت عنده أطيب فأمر بذلك وجاء المنصور فصلى على قبره ومكث الناس يصلون على قبره أكثر من عشرين يوما