@ 352 @ .
ومنهم الإمام الشيخ العلامة أبو إسحاق إبراهيم بن نظام بن منصور الشيرازي أخبر أنه دخل مدينة العراق وخراسان وسمرقند وبخارى ثم رحل إلى الشام ومصر والقدس ثم وصل إلى مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إلى مكة المشرفة وحكى من عجائب البلدان التي دخلها ما تضيق الأوراق عن ذكره .
وهذا الشيخ عالم في الأصول والفروع والتفسير والحديث النبوي واعظ تتصدع القلوب لوعظه وتستطيب درر لفظه وله الذهن الصافي واللفظ المعجز مع تواضع وبذل العلم لطالبه أفاد الفوائد الجليلة التي يرحل لمثلها الرحلة الطويلة وأجاز لجماعة من أهل مدينة تعز وغيرهم ودرس في الحديث وغيره ثم طلع إلى بلد الجبال ووعظ فيها فكل بلد دخلها أثنى عليه أهلها بالثناء المرضي .
وسئل عن سبب دخوله اليمن فذكر أنه لزمه دين نحو ثلاثمئة أشرفي ذهب وعجز عن قضائه وهو يطلب قضاء دينه فحصل له من سلطان الوقت أمير المؤمنين علي بن طاهر ومن أهل الأماكن التي دخلها ما يقوم بقضائها ثم سافر إلى مكة المشرفة بعد دخوله ثغر عدن وإقامته بها مدة يسيرة يعظ ويفسر سنة ثلاث وسبعين وثمانمئة .
ومن فوائده أنه سئل عن قوله صلى الله عليه وسلم في اللذين يعذبان في قبريهما أما أحدهما فكان يمشي في النميمة وأما الآخر فكان لا يستبري من البول ما وجه المناسبة في هذين الشيئين المعذب عليهما فقال البول يتعدى محله برطوبته فينجس غيره كما أن النميمة تتعدى من شخص إلى شخص .
قال في الأم انتهى الموجود من التاريخ المذكور ولعله منخرم