@ 343 @ المنبر ولقد أخبرني بعض الثقات أن هذا الإمام كان من العلماء العاملين والأئمة المجتهدين قل من جمع العلوم ما جمعه وأنه انتفع عليه جماعة من طلبة العلم الشريف ثم ارتحل من اليمن وانقطع خبره ولم أعلم مكان وفاته ودفنه رحمه الله تعالى .
ومنهم القاضي العلامة أحد الأئمة المحققين والبلغاء المجودين عز الدين عبد العزيز بن علي بن أحمد النويري القرشي المكي كان هذا الإمام من أجل العلماء الأعلام ومن أكابر فقهاء الإسلام محدثا أصوليا نحويا مجودا لجميع فنون العلم وفد إلى اليمن بأوائل المئة التاسعة فأحسن إليه سلطان الوقت وهو الناصر وأضاف إليه من الأسباب بمدينة تعز إحدى دور المضيف والمدرسة المظفرية وغير ذلك فدرس وأفتى وقرأ عنده صحيح الإمام البخاري وحضر القراءة عنده جماعات كثيرون من فقهاء البلد وغيرهم ثم ولاه السلطان القضاء بمدينة تعز فسار في الناس على مقتضى عادة بلده في الجد في الأمور والشدة في الأحكام والغلظة في الكلام فشق ذلك على كثير من الناس فشكوا إلى السلطان وشنعوا عليه فعزله السلطان عن القضاء وبعد ذلك سافر إلى مكة المشرفة بعد سنة خمس عشرة وثمانمئة ولم يعلم ما صار إليه حاله بعد ذلك .
ومنهم القاضي الإمام العلامة بدر الدين محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر المخزومي الدماميني الإسكندراني المالكي هو من الأئمة البلغاء والسادة الفضلاء متبحرا في علم الأدب له فيه مصنفات منها كتاب المثني على كتاب المغني في النحو وكان له في الشعر اليد الطولى وفد إلى اليمن سنة ثماني عشرة وثمانمئة فأكرمه السلطان الناصر وقابله بما يقابل به مثله واجتمع بالأئمة من فقهاء زبيد وكتب إلى