@ 311 @ الشيرازي والإمام نفيس الدين العلوي في الحديث والتفسير وكان من أكابر العلماء المفتين والمدرسين بمدينة زبيد وهو من شيوخي في علم الحديث ورتب إماما بمسجد الأشاعر ودام على ذلك مدة طويلة وكان القاضي شرف الدين المقرىء معاصرا له وقد يتفق بينه وبينه اختلاف في مسائل فيأتي الفقيه شمس الدين بن قحر بنصوص الشافعي وأصحابه ويستدل بها على صدق قوله ولما توفي الإمام شرف الدين بن المقرىء استقام هذا الإمام شمس الدين بمكانه للتدريس والفتوى وصنف كتابا سماه الظاهري باسم السلطان فأجازه السلطان على ذلك بمئة مثقال وكساه وقد أحسن إليه السلطان الظاهر بإقامته بمرتبة الإمام شرف الدين لما وجده وحيد عصره وفريد دهره بوقته فبقي الإمام ابن قحر مسموع القول مطاع الكلمة وجمع من الكتب شيئا كثيرا وضبطها أحسن ضبط وصححها ونبه على دقائق في مواضع منها وتخرج به جماعة من الفقهاء بزبيد وطال عمره في التدريس والإفادة للطلبة وتوفي سنة خمس وأربعين وثمانمئة وقبر ببعض مقابر زبيد .
وكان له ولدان لا نجابة فيهما فتوفيا بعد وفاته وتفرقت كتبه بين أولاد الأولاد ممن لم يشتغل بالقراءة بل صاروا من عمال النخل الذين يستأجرون لذلك فالحمد لله على كل حال .
ومنهم الفقيه العالم الصالح جمال الدين محمد بن إبراهيم ناصر الحسيني قرأ على الإمام شرف الدين إسماعيل بن أبي بكر المقرىء وهو أكبر شيوخه في اليمن وعلى غيره من العلماء فجد واجتهد حتى صار عالما عاملا عابدا زاهدا صالحا عليه سكينة العلم ووقار التقوى وقد أجاز له الإمام الجزري والإمام كمال الدين موسى الضجاعي فدرس وأفتى ورتب إماما بمسجد الأشاعر بعد موت الإمام شرف الدين المقرىء