@ 301 @ وكانت العاقبة إلى الإصلاح وتسكين هذه الثائرة بأمر السلطان الناصر .
وللشيخ شهاب الدين الرداد شعر حسن من ذلك ما قاله عندما جرت المشاجرة بينه وبين الفقيه شرف الدين إسماعيل المقرىء .
( ملاحاة الرجال أضر شيء % على الإنسان في كل الأمور ) .
( إذا لم يلحقوه غدا بسوء % فهم رقباؤه أبد الدهور ) .
وله في الغزل قصائد كثيرة منها القصيدة الطويلة التي أولها .
( شغلي بذكرك عندي خير أشغالي % يأمن له كل أقوالي وأفعالي ) .
( ملكتني منك بالذات التي اشتملت % على حقائق أسراري وأحوالي ) .
وله في قوله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك .
( تورع ودع ما قد يريبك كله % جميعا إلى ما لا يريبك تسلم ) .
( وحافظ على أعضائك السبع جملة % وراع حقوق الله في كل مسلم ) .
( وكن راضيا بالله ربا وحاكما % وفوض إليه في الأمور وسلم ) .
وعلى الجملة فقد كان هذا الشيخ شهاب الدين ممن جمع بين العلم والعمل وتخلق بأخلاق الصالحين وتهدى بهديهم وتأدب بآدابهم حوى جملا من المحاسن من سلامة الصدر ورقة القلب وصفاء الخاطر وشرف النفس وكرم الأخلاق والإغضاء وهذا مع الجاه العريض والكرم المستفيض ودام على الحال المرضي إلى أن توفي بشهر ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثمانمئة ودفن بمقابر مدينة زبيد في القبة التي دفن فيها الشيخ أسماعيل الجبرتي .
وحكي أن الإمام إسماعيل المقرىء رآه في المنام بعد وفاته بهيئة حسنة غبطه عليها