@ 271 @ الأشرف بن الظاهر لما أمر بإغراقها في البحر فقبل شفاعته فيها ثم بعد رجوعها إليه اغتالها الأشرف وقتلها فقيل إنه دعا عليه الشيخ الزين فلم ينتفع بنفسه بعد ذلك بل مات وتفرق أولاده وأهله وذلك ببركة هذا الشيخ .
وأما أهل موزع فمنهم الإمام العلامة الصالح الزاهد العابد جمال الدين محمد بن نورالدين الخطيب كان إماما عالما علمه كالعارض الهاطل المتحلي بتصانيفه جيد الزمان العاطل مستقر المحاسن والبيان ومستودع الإبداع والإحسان فخر اليمن وبهجة الزمن الصبور الوصل للرحم الخشوع له الباع الطويل في علم الفقه والأصول والنحو والمعاني والبيان واللغة أخذ ذلك على مشائخ كثيرة بعد انقطاعه عن بلده وأهله وخدمته للعلم الشريف وتورعه عن أموال الناس وعن قبض شيء من الوقف المعد لأهل الأسباب وغير ذلك وكان مدة قراءته بمدينة زبيد تصله نفقة من بلده من شيء يعتقد حله فانقطعت عليه نفقته أياما فأمر الإمام جمال الدين الريمي نائبه أن يصرف له من الطعام في كل يوم شيئا معينا فأعطاه ذلك في ثلاثة أيام فلما كان في اليوم الرابع جاء إليه النائب بنفقته فامتنع من قبضها فلما علم الإمام الريمي بذلك سأله عن السبب لامتناعه من قبض النفقة فاعتذر إليه فلم يقبل عذره وألح عليه في تبيين سبب الامتناع فقال الإمام نور الدين إنه أظلم قلبي من يوم قبضت النفقة من نائبك فلا حاجة لي بها .
ومن مشايخه غير الإمام الريمي جماعة من بني الناشري وغيرهم فلما انتفع وأجازوا له بجميع فنون العلم درس وأفتى واشتهر ورزق القبول عند الخاصة والعامة وسكن بلدة موزع