@ 254 @ .
ومن أهل حسنات التي يسمونها الحرازية عند مدينة ثعبات الشيخ برهان الدين إبراهيم بن محمد بن إبراهيم العراقي أخبر بعض تلامذته أنه انتقل والده من العراق إلى اليمن وخدم في الدولة الأفضلية الغسانية مع الأصبهانية فتزوج امرأة قيل إنها من بني الجعد وسكن مدينة ثعبات فولد له هذا الشيخ إبراهيم فتوفي والده وهو صغير فبقي مع والدته وكانت من الأخيار فربته أحسن تربية فكان يجالس أهل الخير ويتصدق بما معه ثم بعد بلوغه سافر إلى مكة المشرفة فحج وخدم الشيخ الصالح عفيف الدين عبد الله المغربي المشهور بالبجاوي المنتسب إلى الشيخ الرفاعي فهذبه وحكمه وعلمه طريق الصوفية ثم إن الشيخ إبراهيم خرج على قدم التجرد من مكة فوقف نحو سنتين ثم عاد إليها فلما نظره شيخه المذكور شهد له بالتمكن وأنه قد فتح عليه وأمره بالرجوع إلى بلده فرجع ومر بذي سفال بمكان يسمى الثجة فأقام بها أياما يضع الزنبيل على عنقه ويقبل الصدقة فما اجتمع له تصدق به على الفقراء والمساكين وكان يلبس الخشن من الثياب ويؤثر الخمول والعزلة ثم وصل إلى والدته بمدينة تعز فأقام بها مدة يزور قبور الصالحين ويعتبر بها ودأبه ذكر الله تعالى سرا وجهرا ثم نزل مدينة زبيد فأقام بها يزور الصالحين في قبورهم واشتهر وقصده الناس للزيارة فأرسل له السلطان الأشرف ابن الأفضل فلما مثل بين يديه سأله الدعاء وعرض عليه شيئا من المال فلم يقبله فلما توفي