@ 30 @ .
وأما ولد الإمام وجيه الدين الثاني فهو الفقيه العالم صفي الدين أحمد بن عبد الرحمن بن عمر .
أخبرت أنه كان إمام الفصحاء وقدوة البلغاء يجتنى من رياض معارفه العلوم ويقتطف من أزهارها المنثور والمنظوم قرأ في الفقه على أبيه وأخيه المقدمي الذكر ثم على جماعة من علماء وصاب وعلى الإمام المحدث برهان الدين إبراهيم بن عمر العلوي بتعز وعلى غيرهم وسافر إلى مكة المشرفة فحج وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ على الأئمة هنالك فأجازوا له .
وكانت له فطنة وقادة وطبيعة منقادة حلو الكلام محببا إلى الناس مقرءا محدثا فقيها نحويا لغويا لبيبا مهيبا لطيفا ظريفا حافظا لافظا محققا شاعرا فصيحا جامعا لجميع فنون العلم اشتهر بذلك مع وجود أبيه وأخيه .
وصنف كتبا كثيرة منها الإرشاد في سباعيات الأعداد وهو كتاب عجيب مفيد ومنها كتاب رياضة النفوس الزكية في فضل الجوع وترك اللذائذ الشهية ومنها كتاب تحفة الطالبين وتذكرة السالكين ومنها كتاب التعريف في بيان أحكام التأليف ومنها جزء مختصر في مدح الطول وذم القصر وله غير ذلك من المصنفات وله ديوان شعر في مجلد ضخم أخبرني الفقيه الصالح إبراهيم بن حسن بن سالم من قرية المخادر أنه رأى في النوم قائلا يقول بلغ العلم السار بانتقال صفوة الأخيار ذي السكينة والوقار إلى منازل الأبرار فليهنه طيب الجوار فحمل ذلك على موت هذا الفقيه لأن هذه الرؤيا كانت وقت أن مات .
توفي رحمه الله تعالى سنة اثنتين وعشرين وثمانمئة