@ 156 @ الصالحين وتأدب بآدابهم وقرأ في كتب الزهد وخالط العلماء فقرأ كثيرا من كتب التفسير والحديث وكان يحفظ معظم تفسير القرآن الكريم للإمام البغوي وخالط الصوفية وكان يعظ الناس ويكثر البكاء وترك الدنيا وآثر الخمول واجتهد بالعبادة وإذا سمع كلام فحش أو غيبة في مجلس فارق ذلك المجلس وصحب جماعة من الفقراء فكانوا يذكرون الله تعالى بكرة وعشية واشتهر له كرامات كثيرة عظيمة وعد من أهل الخطوة التي يكرم بها الأولياء من تسخير الأرض لهم إن شاؤوا ساروا في الهواء أو في الماء وقطعوا وجه الأرض بأقل من ساعة .
وأخبرني المقرىء العالم شمس الدين يوسف بن يونس الجبائي قال كنت عند الحاج مفضل فجاءني بشيء من الطعام وهي عصيدة فسمى الله تعالى وأطعمني منها لقمة وأدخل تلك اللقمة بيده المباركة إلى فمي فمن تلك الساعة فتح الله علي بالعلم الشريف وبكل خير وأخبر عنه بكرامات كثيرة مشاهدة مما يطول مما قد ذكرته بالأصل ولما قربت وفاته اجتهد بالعبادة ولزم الاعتكاف وتوحش عن الناس وصارت له هيبة عظيمة إلى أن توفي سنة ثمان وثلاثين وثمانمئة رحمه الله تعالى ونفع به آمين .
ومنهم الحاج الصالح جمال الدين محمد بن عبد الله الضبوعي كان رجلا فاضلا ورعا زاهدا رأى له الفقيه عفيف الدين عطية بن عبد الرزاق رؤيا تدل على خيره وأخبر غيره عنه بكرامات توفي ودفن بمقبرة ذي القرض ببلد العربيين سنة تسع وثلاثين وثمانمئة رحمه الله تعالى ونفع به آمين .
ومن الذراع الحاج الصالح شمس الدين علي بن داود الهمداني المشهور بالحداد أصل بلده حدة همدان ثم انتقل إلى بعدان وحل بقرية الشياعي وتزوج