@ 150 @ صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى بلده وبقي على الحالة الأولى يفتي ويدرس ويكرم الضيف ثم دعاه الشوق إلى معاودة الحج تطوعا ولزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فتوفي في الطريق فحمل ودفن بالبقيع سنة ست وأربعين وثمانمئة رحمه الله ونفع به .
ومن أهل الحصابيين الإمام العلامة شمس الدين علي بن محمد بن أسعد الحذيفي تفقه بالإمام الريمي وغيره وأجازوا له ثم انتقل إلى بلد الحصابيين فدرس وأفتى واشتهر ورزق مالا كثيرا فأنفق معظمه في وجوه المكرمات من إكرام الضيف والإحسان إلى الوافد وغير ذلك وجمع كتبا كثيرة وانقاد له أهل قطره ثم توفي بأول المئة التاسعة .
وخلفه بمنصبه أولاده النجباء أكبرهم الفقيه الأجل صفي الدين أحمد أخذ الفقه عن الإمام العوادي ثم عن الإمام صفي الدين الشلفي وسمع الحديث على الإمام نفيس الدين العلوي وعلى غيره وأجازوا له بمدينة تعز ثم رجع إلى بلده الحصابيين فدرس وتولى قضاء ذلك القطر وكان له قيام وتهجد ورزق جاها عظيما زائدا على ما كان عليه والده وكان مكرما للضيف ملجأ للوافد يقضي حوائج المسلمين على يده ويتوسط بالإصلاح بين القبائل وهو مطاع في قطره وتوفي بعد سنة ثلاثين وثمانمئة رحمه الله تعالى ونفع به .
فخلفه بالقيام بمنصبه أخوه الفقيه عفيف الدين عبد الله قرأ على أخيه وعلى غيره .
وكانت له معرفة جيدة بالفقه فسلك سبيل أبيه وأخيه في التدريس والفتوى وإكرام الضيف ثم توفي من البرق سنة أربعين وثمانمئة .
فلما توفي قام بمنصبهما أخواهما الفقيه الأجل وجيه الدين والفقيه الصالح شرف الدين قاسم قرأ معا بالفقه على الفقيه جمال الدين محمد بن عبد الله الكاهلي وعلى أخيه شهاب الدين أحمد بن عبد الله وعلى الفقيه جمال الدين