@ 28 @ ورحل إلى بلده فأقام بها يدرس ويفتي ثم تولى القضاء هنالك فكان رحمه الله إماما محققا للفنون كلها كالتفسير والحديث والنحو واللغة والأصول والفروع وسائر العلوم .
وكان صواما قواما ورعا مجتهدا ألف كتبا كثيرة حسنة منها كتاب بلغة الأديب إلى معرفة الغريب ومنها كتاب الاعتبار لذوي الأبصار ومنها كتاب الجدل بين اللبن والعسل ومنها كتاب المعتقد لذوي الألباب والمعتمد في الآداب نظما قدر ألف وأربعمئة بيت تقريبا ومنها كتاب زهر البساتين في الدعاء على عدو الدين ومنها كتاب النظم والتبيان نظم به كتاب التنبيه في الفقه ولم يكمله وقيل أكمله وله غير ذلك من الخطب والآداب وله مناقب وفضائل ذكرتها في الأصل مع شعر رائق .
توفي رحمه الله تعالى ليلة السبت الثامن من شهر جمادى الآخرة سنة ثمانين وسبعمئة رحمه الله تعالى ونفع به ودفن في التربة تحت مسجد قرية الحرف واشتهر له ثلاثة أولاد نجباء علماء فضلاء .
منهم الفقيه العلامة الإمام قدوة الصالحين بوقته وبركتهم وصفوة العارفين وعمدتهم السيد الجليل الكبير الشهير جمال الدين محمد بن عبد الرحمن أخبرت أنه ممن طابت له المحافد والمغارس وأنارت بمصابيح علمه المساجد والمدارس وكان عالما عاملا بعلمه صالحا جامعا لأنواع الفضائل كثير الذكر والاجتهاد .
أخذ العلوم عن عدة مشايخ منهم والده المقدم الذكر ثم الإمام برهان الدين إبراهيم بن عمر العلوي .
وكان رحمه الله ذا معرفة قوية في القراءات السبع والتفسير والحديث والفقه واللغة والأدب والحكمة وله استدراكات وتنبيهات على المواضع المشكلات .
وصنف كتبا كثيرة منها نشر طي التعريف في فضل حملة العلم الشريف ومنها كتاب البركة في السعي والحركة ومنها كتاب النورين في إصلاح الدارين ومنها التذكير بما إليه المصير وكتاب فرحة القلوب وسلوة المكروب وله غير ذلك من الرسائل