@ 116 @ ثم لما وفد المقرىء شمس الدين محمد بن محمد الجزري إلى اليمن جمع عليه علم القراءات للعشرة وقرأ وسمع عليه كتبا كثيرة واجاز له وكاتب له صاحب الترجمة بزبيد وقد انتقل إلى تعز ورتبه السلطان الظاهر مدرسا بمدرسة الظاهرية والمرشدية فأقام بها نحو عشر سنين ثم لما بعد تغير حال تعز سنة 848 ثمان وأربعين وثمانمئة واتفق فيها ما اتفق من الفتن انتقل إلى مدينة إب فتلقاه الشيخ شهاب الدين أحمد بن الليث السيري أحسن ملقى وأكرمه وقابله بما يقابل مثله واضاف إليه تدريس مدرسته الأسدية وغيرها ورتب له من النفقة ما يقوم بحاله وأحسن إليه إحسانا تاما فلم تطل مدة إقامته حتى عاجلته المنية يوم الأحد تاسع عشر شهر ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وثمانمئة غريبا شهيدا وقد كان رحمه الله تعالى رزق المحبة عند أهل البلدة كافة وظهرت له فضائل ومناقب مما لا تكاد تحصر وقد جمع تاريخا لأهله سماه البستان الزاهر في طبقات علماء بني ناشر