@ 909 @ .
وقرأت في تاريخ غرس النعمة أبي الحسن محمد بن هلال الصابئ في حوادث سنة تسع وأربعين وأربعمائة قال وفي الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الأول توفي بمعرة النعمان من الشام أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان .
قال وأذكر عند ورود الخبر بموته تذاكرنا أمره وإظهاره الإلحاد وكفره ومعنا غلام يعرف بأبي غالب بن نبهان من أهل الخير والسلامة والعفة والديانة فلما كان من غد يومنا حكى لنا وقد مضى ذلك الحديث يسمعه غرضا فقال أريت البارحة في منامي رجلا ضريرا وعلى عاتقه أفعيان متدليان إلى فخذيه وكل منهما يرفع فمه إلى وجهه فيقطع منه لحما يزدرده وهو يصيح ويستغيث فقلت من هذا وقد أفزعني ما رأيته منه وروعني ما شاهدته عليه فقيل لي هذا المعري الملحد فعجبنا من ذلك واستطرفناه بعقب ما تفاوضناه من أمره وتجاريناه .
قلت خفي على غرس النعمة تأويل المنام وهو أن الأفعيين هو والذي كان يذاكره بإلحاد المعري وكفره فرأى هذا الغلام في النوم ما عاينه منهما في اليقظة قال الله سبحانه وتعالى ! < أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه > ! وأما صياحه واستغاثته فإلى الله تعالى عليهما .
ذكر الوزير القاضي الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف الشيباني في كتاب إنباء الأنباه في أنباء النحاه قال قرأت بخط المفضل بن مواهب بن أسد الفارزي الحلبي قال حدثني الشيخ أبو عبد الله الأصبهاني قال لما حضرت الشيخ أبا العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي الوفاة أتاه القاضي الأجل أبو محمد عبد الله التنوخي بقدح شراب فامتنع من شربه فحلف القاضي أيمانا مؤكدة لا بد من أن