@ 887 @ .
فمن هذا خطابه له وذكره لما قيل فيهما كيف يصح عنه أنه يواجهه بهذا الكلام الفاحش الخارج عن حسن الآداب المجانب لصحة القول والصواب .
أخبرنا عبد الله بن أبي علي الأنصاري عن أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال ذكر يعني أبا الفضل هبة الله بن المثنى بن إبراهيم الهيتي له أنه دخل المعرة وكان أبو العلاء يعيش فيها فنهاه أبو صالح بن شهاب عن الدخول عليه .
قلت وهذا أبو صالح هو أبو صالح محمد بن المهذب بن علي بن المهذب ابن أبي حامد بن همام بن أبي شهاب وكان ابن عمه أبي العلاء وهو الذي كتب الأبيات النونية إلى أبي الهيثم أخي أبي العلاء حين احتجب أبو العلاء ومنع الناس من الدخول عليه وأولها .
( بشمس زرود لا ببدر معان % . . . ) .
وقد ذكرناها وفيها من المدح والتقريظ لأبي العلاء والتحيل في الدخول عليه ما هو واضح فكيف يمنع الناس من الدخول عليه وينهاهم عنه اللهم إلا إن كان ذلك وقع في الوقت الذي قدم أبو العلاء من بغداد وعزم على العزلة عن الناس وكتب إلى أهل المعرة ما كتب وأراد أبو الفضل الهيتي الدخول عليه فنهاه أبو صالح عن ذلك مخافة أن يمضي فيتعذر عليه فيكون كما قال في رسالته فأكون قد جمعت بين سمجين سوء الأدب وسوء القطيعة .
ذكر ابن السيد البطليوسي في شرح سقط الزند لأبي العلاء قال وكان المعري متدينا كثير الصيام والصدقة يسمع له بالليل هينمة لا تفهم وكان لا يقرع أحد عليه الباب حتى تطلع الشمس فإذا سمع قرع الباب علم أن الشمس قد طلعت فقطع تلك الهينمة وأذن في الدخول عليه وكان لا يرى أكل اللحم ولا شرب