@ 85 @ .
وقرأت في بعض تواريخ القدماء قال أونيناوس في السنة الثالثة عشر من تاريخ الإسكندر بنى سولوقس أنطاكية .
قرأت بخط غرس النعمة محمد بن هلال بن المحسن في كتاب الربيع وأنبأنا به جماعة عن ابن البطي عن محمد بن فتوح الحميدي قال أخبرنا غرس النعمة أنه نقل من خط ابن بطلان الطبيب رسالة كتبها إلى والده هلال بن المحسن بعد خروجه من بغداد يخبره فيها بأحوال البلاد التي مر بها في سفره وذلك في سنة أربعين وأربعمائة قال فيها وخرجنا من حلب طالبين أنطاكية وبين حلب وبينها يوم وليلة فوجدنا المسافة التي بين حلب وأنطاكية أرضا عامرة لا خراب فيها أصلا لكنها أرض زرع للحنطة والشعير تحت شجر الزيتون قراها متصلة ورياضها مزهرة ومياهها متفجرة يقطعها السفر في بال رخي وأمن وسكون .
وأنطاكية بلد عظيم ذو سور وفصيل ولسوره ثلاثمائة وستون برجا يطوف عليها بالنوبة أربعة آلاف حارس ينفذون من القسطنطينية من حضرة الملك يضمنون حراسة البلد سنة ويستبدل بهم في السنة الثانية .
وسكك البلد كنصف دائرة قطرها يتصل بجبل والسور يصعد مع الجبل إلى قلته فيتم دائرة وفي رأس الجبل داخل السور قلعة تبين لبعدها عن البلد صغيرة وهذا الجبل يستر عنها الشمس فلا تطلع عليها إلا في الساعة الثانية وللسور المحيط بها دون الجبل خمسة أبواب وفي وسطها بيعه القسيان وكانت دار قسيان الملك الذي أحيا ولده فطرس رئيس الحواريين علية السلام وهوهيكل طوله مائة خطوة وعرضه ثمانون وعليه كنيسة على أساطين وكان بدور