@ 40 @ .
عيسى بن مريم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته . .
وجه الاستدلال بهذا الحديث على فضل حلب قوله صلى الله عليه وسلم ينزل الروم بالأعماق وبدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض ذكره بحرف الفاء وإنها للتعقيب والمدينة المذكورة التي يخرج منها الجيش هي حلب لأنها أقرب المدن الى دابق وفي تلك الناحية إنما ينطلق اسم المدينة على حلب عند الاطلاق لا على يثرب كما في قوله تعالى ! < وجاء رجل من أقصى المدينة > ! وفي قوله تعالى ! < وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة > ! .
حيث إنصرف الاطلاق الى المدينة التي يفهم إرادتها عند الاطلاق وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنهم من خيار أهل الأرض وما زالت عساكر حلب في كل عصر موصوفة بالمصابرة والغناء والثبات عند المقاتلة واللقاء .
ويؤيد ذلك ما يأتي في فضل أنطاكية من قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت المقدس و ما حولها و على أبواب أنطاكية و ما حولها و على باب دمشق و ما حولها ظاهرين على الحق لا يبالون من من خذلهم و لا من نصرهم ) .
الحديث لأن الطائفة و الله أعلم هي جيش حلب لأنه عليه صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من أمتي و أنطاكية و استولى عليها الروم سنين عدة ثم فتحها سليمان بن قطلمش ثم استولى عليها الفرنج الى زمننا هذا فلولا أن يكون المراد بالطائفة المذكورة جيش حلب و أنه يقاتل حول أنطاكية لتطرق الخلف الى كلامه صلى الله عليه وسلم و ما زالت عساكر حلب ظاهرة على من مجاورها بأنطاكية في قديم الزمان و حديثه إلا ما ندر وقوعه