@ 459 @ & باب في ذكر ما بحلب وأعمالها من المزارات وقبور الأنبياء والأولياء والمواطن الشريفة التي بها مظان إجابة الدعاء & .
فأما قلعة حلب ففيها مقاما إبراهيم صلى الله عليه وسلم لأعلى والأسفل وقيل إن إبراهيم عليه السلام كان قد وضع أثقاله بتل القلعة وكان يقيم به ويبث رعاءه إلى نهر الفرات والجبل الأسود ويحبس بعض الرعاء بما معهم عنده ويأمر بحلب ما معه واتخاذ الأطعمة وتفرقتها على الضعفاء والمساكين وقد ذكرنا ذلك مستقصى في باب تسمية حلب .
فأما المقام التحتاني فكان موضعه كنيسة للنصارى إلى أيام بني مرداس وقد قال ابن بطلان في بعض رسائله إن فيها كان المذبح الذي قرب عليه إبراهيم علي السلام فغيرت بعد ذلك وجعلت مسجدا للمسلمين وجدد عمارته نور الدين محمود بن زنكي ووقف عليه وقفا حسنا ورتب فيه مدرسا يدرس الفقه على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه .
وأما المقام الأعلى ففيه تقام الخطبة بالقلعة ويصلي فيه السلطان الجمعة وفيه رأس يحيى بن زكريا عليه السلام موضوع في جرن من الرخام في خزانة ووقع الحريق ليلة من الليالي في المقام المذكور فاحترق جميعه في سنة أربع وستمائة ولم يحترق الجرن المذكور ودفع الله النار عنه .
وقرأت في تاريخ محمد بن علي العظيمي وأنبأنا به شيخنا أبواليمن