@ 4265 @ .
عند الامير مهلهل الجاواني وخرج منها قاصدا الامير فخر الدين هندي الزهيري فلما قرب من حلته وهو نازل في بلاد الزاب علم هندي به فخرج اليه مستقبلا له فلما نزل واستراح وحضر الطعام ورفع من بين ايدي الحاضرين التفت اليه الامير فخر الدين وقال له ايها الامير شهاب الدين ما الامر الذي أوجب الحضور ها هنا قال أتيتك مادحا ففرح الامير فخر الدين بقوله ذلك وقال له يا شهاب الدين كلما تريده عندي الا من يعلم ما تقول ويفهم ما تأتي به ليس عندي بلى ان انعم الامير وصبر حتى انفذ الى الهرث احضر ابن المعلم والى واسط استحضر منها الفضلاء وكذلك من الحلة والنيل فعل منعما قال قد صبرت .
قال فنفذ الامير فخر الدين هندي الي فارسا قطع المسافة وهي مسيرة ثلاثة ايام بيوم وليلة واستدعاني وعرفني الخبر فركبت معه وحثثنا أنفسنا ايضا بيوم وليلة واصبحنا عنده وكان قد اوقف على دجلة من يستحضر المنحدرين والمصعدين ممن له ميزة ونباهة وحضر من الفضلاء من أهل واسط والحلة والنيل جمع كثير وضرب خيمة كبيرة وطرح فيها طراحة ومسندا جلس الامير شهاب الدين على الطراحة واستند الى المسند واخرج الورقة من كمه وانشد القصيدة وأولها .
( أأجا وسلمى ام بلاد الزاب % وابو المهند ام غضنفر غاب ) .
فلما فرغ من انشاده قلت له يا مولانا ما رايت مجلسا اشبه بمجلس طاهر العلوي لما امتدحه المتنبي من هذا المجلس ثم امر الامير فخر الدين هندي فأحضر ما كان قد اعده له فكان عينا ثلاثمائة دينار مصرية وفرسا عربية عليه سرج ولجام ومقود مضروب على السيور كلها دنانير مصرية وثيابا وعبيدا وإماء قوم ذلك مملق ما املك والله شيئا سوى ما قد دفعته لك ولم يتخلف لي الا الحلة وهي بمن فيها موهوبة مني لك فقال له يا فخر الدين لا تعتذر فقد اكرمت وبالغت في الاكرام والله لقد اجزتني اكثر من اجازة ابن ملكشاه يعني السلطان سنجر