@ 4166 @ .
وقال أنشدني سالم بن مكي الحمصي لنفسه ببغداد .
( كم لي أكتم حاسديك وأنكر % والدمع يفضح ما أجن وأستر ) .
( وكذا المحب يذيع ما في قلبه % فرط الغرام إلى الوشاة ويظهر ) .
( لا تحسبي دمعي كما زعم الورى % ماء يرقرقه البكا المثعنجر ) .
( بل مهجة سلكت باثناء الحشا % فغدت تفيض من الشؤون وتقطر ) .
( يا حرة الأبوين لا تتعمدي قتلي % فسفك دمي بطرفك منكر ) .
( أنسيت ليلتنا بمنعرج اللوى % والليل من صفحات وجهك مقمر ) .
( وجناؤنا ثمر الحديث وبينا % عتب تراح به القلوب وتحضر ) .
( وإذا الصبا عبثت بخلقك % رنحت غصنا يميل به كثيب موقر ) .
( شجب العفاف علي منك مآربا % عزت ومحض هواك لا يتغير ) .
( وثقيلة الأرداف مخطفة الحشا % خود تقر بها العيون وتسهر ) .
( قالت وقد سفحت بساحة خدها % دمعا تزال به الذنوب وتغفر ) .
( أنسيت ما كنا به ويد الصبى % تطوي لنا برد الوصال وتنشر ) .
( أيام همك أهيف متجاذب % ومقبل عطر وطرف أحور ) .
( فأجبتها كفي فهمي سابق % ومهند عضب ولدن أسمر ) .
( شغلي بإدراك العلى وطلابه % عن حب غانية تذل وتحقر ) .
وقال سألت سالم بن مكي عن مولده فقال في مستهل شوال سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة بحمص وتوفي ببغداد في رجب أو شعبان من سنة اثنتي عشرة وستمائة .
سالم بن منصور .
أبو الغنائم الشاعر الحلبي ويعرف بالفاخر روى عن أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي حكاية سمعها منه وكتبها عنه أو شجاع فارس بن الحسين الشهرزوري .
أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين عن سعيد بن أحمد بن الحسين