@ 4106 @ .
روى لنا عن أبيه شيئا من شعره وعن قاضي حمص أبي البيان محمد بن عبد الرزاق بن أبي حصين وعبد الله بن أسعد الموصلي نزيل حمص وأنشدنا من شعره عدة مقاطيع وقصائد وكان وعدني ان يحمل مسودات شعره الي جميعها خوفا ان يموت وتصير في أيدي الناس فيدعيها غيره ومات ولم يحمل شيئا وسألته عن مولده فقال : يكون لي إلى اليوم أربعة وخمسون أو خمسة وخمسون سنة وكان سؤالي إياه في شهر ربيع الآخر من سنة أربع عشرة وستمائة فيكون مولده تقديرا بحمص في سنة ستين أو سنة تسع وخمسين وخمسمائة .
أنشدني سالم بن سعادة الحمصي لنفسه بحلب ( هل الطرف من فيض الدموع جريح % ام النوم ما بين الجفون ذبيح ) .
( وهل نار ليلى أم تألق بارق % دجى الليل يخبو نارة ويلوح ) .
( فتاة بها علقت في كبدي أسى % تسربلت منه السقم وهو صحيح ) ) .
( وبان فؤادي يوم بان فريقها % ودمعي على سفح الكثيب سفوح ) .
( فأنشدت قلبي والدموع لدى النوى % أفي كل يوم غربة ونزوح ) .
( وما أنا صاح من سلاف صبابة % بها لي غبوق دائم وصبوح ) .
( وكم هب ينشيء مزنة من مدامعي % غرام له بين الجوانح لوح ) .
( على دارسات طال في عرصاتها % بكاء جفوني والحمام تنوح ) .
( وقفت بها إذ ما لعافي رسومها % كجسمي من البين المشت وضوح ) .
( ومن جفن عيني لا تغب سحابة % ومن زفراتي ليس تركد ريح ) .
( ولله برق فيه برؤ حشاشتي % وريح لقلبي من جواه تريح ) .
( فهل لصبا نجد على ذي صبابة % هبوب وهل برق الحجاز لموح ) .
( ويا حبذا الروض الذي نفحاته % بسر شذاه المندلي تبوح ) .
( وقد دبجته للغيوث أنامل % فهل هو في الغازي الغياث مديح ) .
وأنشدني سالم بن سعادة أيضا لنفسه