@ 3848 @ والشام هذا كله ودبيس مقيم بفم البرية يتواعد بغداد بالخراب وبلغ أتابك عماد الدين وفاة السلطان محمود بن تبر وهو على القريتين فسار نحو الموصل ليلة الخميس سادس عشر شوال ومعه دبيس .
وكان لهذا السلطان عند الأمير ولدان أحدهما الذي كانت أمه عند سنقر البرسقي وماتت أسمه ألب أرسلان أبو طالب والآخر الذي كان عند دبيس فبعث عماد الدين يسوم المسترشد إذ أن يخطب لأبي طالب ( 208 _ ظ ) ولد السلطان فاعتذر المسترشد إليه بأنه صبي وأن المنقول رسم لولده داوود وهو بأصبهان وقد وصلت رسل البلاد كلها تقول اخطب لداوود فنحن له طائعون وأنا منتظر جواب كتاب سنجر عم القوم وكان أتابك عماد الدين قد أخذ خبر عودة ابن الأنباري رسول الخليفة من دمشق كان المسترشد نفذه في معنى دبيس إلى تاج الملوك فوجده قد صار إلى عماد الدين فعاد وكانت في صحبته قافلة عظيمة فيها أموال فبعث عماد الدين إليه سرية للقبض عليه فقبضوا عليه ونهبوا القافلة في كياد الخليفة وفك القيود عن دبيس وخلع عليه وحمل له من المال والجوهر والخيل والعدد مالا حد عليه وخرج من الدار التي كان يشرب فيها وسلمها إليه بآلاتها وكل ما فيها .
قلت وبعد ذلك وصل داوود بن محمود بن محمد بن ملكشاه إلى زنكي فأخذه وسار به إلى بغداد وانزله في دار السلطنة ببغداد وزنكي في الجانب الغربي والخليفة إذ ذاك الراشد بعد قتل المسترشد فوصل السلطان مسعود إلى بغداد فحصرهم بها فوقع الوباء في عسكره فسار إلى أرض واسط ليعبر إلى الجانب الغربي فأغتنم زنكي غيبته وسار إلى الموصل وسار داوود إلى مراغة وبلغ الخبر إلى السلطان مسعود فعاد فهرب الراشد ولحق أتابك زنكي بالموصل ودخل مسعود بغداد فبايع محمد المقتفي وخطب له ببغداد وأعمال