@ 3118 @ واجتمعت بكر بن وائل الى خالد بن المعمر فلما تثاقلت ربيعة تثاقلت العرب ايضا فضاق معاوية بذلك ذرعا فبعث إلى خالد فقدم عليه فلما دخل اليه رحب به فقال كيف ما نحن فيه قال أرى ملكا طريفا وبغضا تليدا فقال معاوية قل ما بدا لك فقد عفونا عنك ولكن ما بال ربيعة أول الناس في حربنا وآخرهم في سلمنا قال له خالد انما أتيتك مستأمنا ولم آتك مخاصما ولست للقوم في حجتهم وأن ربيعة أن تدخل في طاعتك تنفعك وان تدخل كرها تكن قلوبها عليك وأبدانها لك فاعط الأمان عامتهم شاهدهم وغائبهم وأن ينزلوا حيث شاؤوا فقال أفعل فانصرف خالد الى قومه بذلك ثم إن معاوية بدا له فبعث إلى خالد فدعاه فلما دخل اليه قال كيف حبك لعلي قال أعفني يا أمير المؤمنين مما أكره فأبى أن يعفيه فقال أحبه والله على حلمه إذا غضب ووفائه اذا عقد وصدقه اذا أكد وعدله اذا حكم ثم انصرف ولحق بقومه وكتب الى معاوية .
( معاوي لا تجهل علينا فإننا % يد لك في اليوم العصيب معاويا ) .
( متى تدع فينا دعوة ربعية % يجبك رجال يحصنون العواليا ) .
( أجابوا عليا إذ دعاهم لنصره % وجروا بصفين عليك الدواهيا ) .
( فإن تصطنعنا يا بن حرب لمثلها % تكن خير من تدعو إذا كنت داعيا ) .
( ألم ترى أهديت بكر بن وائل % اليك وكانوا بالعراق أفاعيا ) .
( إذا نهشت قال السليم لأهله % رويدا فإني لا أرى لي راقيا ) .
( فأضحوا وقد أهدو ثمار قلوبهم اليك وأفراق الذنوب كما هيا ) .
( ودع عنك شيخا قد مضى لسبيله % على أي حاليه مصيبا وخاطيا ) .
( فإنك لا تستطيع رد الذي مضى % ولا دافعا شيئا اذا كان جائيا ) .
( وكنت أمرى يهوى العراق وأهله % أذا أنت حجازي فأصبحت شاميا ) .
وكتب الأعور الشني إلى معاوية .
( أتاك بسلم الحي بكر بن وائل % وكنت منوطا كالسقيا الموكر ) .
( معاوي أكرم خالد بن معمر % فأنك لولا خالد لم تؤمر ) .
( فخادعته بالله حتى خدعته % ولم يك خبا خالد بن المعمر )