@ 3077 @ القسري أصلح الله الأمير لم أصن وجهي عن مسألتك ، فصن وجهك عن ردي وضعني من معروفك حيث وضعتك من رجائي ، فأمر له بما سأل .
ودخل إليه أعرابي ومعه جراب فقال أصلح الله الأمير يأمر لي بملأ جرابي دقيقا فقال خالد املؤوه دراهم ، فخرج على الناس ، فقيل له ما صنعت في حاجتك قال سألت الأمير ما أشتهي فأمر لي بما يشتهي .
أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل قال أخبرنا أبو القاسم بن بوش قال أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال أخبرنا أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو أحمد الختلي قال أخبرنا أبو حفص - يعني - النسائي ، قال قرأت في كتاب عن عبد الملك بن قريب الأصمعي قال دخل أعرابي على خالد ابن عبد الله القسري فقال أصلح الله الأمير إني قد امتدحتك ببيتين ولست أنشدكهما إلا بعشرة آلاف وخادم فقال له خالد قل فأنشأ يقول .
( لزمت نعم حتى كأنك لم تكن % لزمت من الأشياء شيئا سوى نعم ) .
( وأنكرت لا حتى كأنك لم تكن % سمعت بلا في سالف الدهر والأمم ) .
فقال خالد بن عبد الله يا غلام عشرة آلاف وخادما يحملها .
قال ودخل عليه أعرابي وقال إني قد قلت شعرا وأنشأ يقول .
( أخالد إني لم أزرك لحاجة % سوى أنني عاف وأنت جواد ) .
( أخالد إن الأجر والحمد حاجتي % فأيهما تأتي وأنت عماد ) .
فقال له خالد بن عبد الله سل يا أعرابي ، قال قد جعلت المسألة إلي أصلح الله الأمير قال نعم ، قال مائة ألف درهم ، قال أكثرت يا أعرابي ، قال أفأحطك أصلح الله الأمير قال نعم قال قد حططتك تسعين ألفا ، فقال له خالد يا أعرابي ما أدري من أي أمريك أعجب ، فقال له أصلح الله الأمير إنك لما جعلت المسألة إلي سألتك على قدرك وما تستحقه في نفسك ، فلما سألتني أن أحط حططتك