@ 3047 @ .
( ثم أضعوا كأنهم ورق جف % فألوت به الصبا والدبور ) .
قال فبكى هشام حتى أخضل لحيته وبل عمامته وأمر بنزع أبنيته وبنقلان قرابينه وأهله وحشمه وغاشيته من جلسائه ولزوم قصره .
قال فاجتمعت الموالي والحشم على خالد بن صفوان فقالوا ما أردت إلى أمير المؤمنين نغصت عليه لذته وأفسدت عليه باديته فقال لهم إليكم عني فإني عاهدت الله عز وجل أن لا أخلو بملك إلا ذكرته الله عز وجل .
قال أبو بكر بن الأنباري الذي حفظناه من شيخنا ( متنايف أفيح ) وقال أبو العباس أحمد بن يحيى الصواب ( مسايف أفيح ) والمسايف جمع مسافه .
أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله قال أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش قال أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش قال أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري قال أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو أحمد الحبلى قال أخبرنا أبو حفص النسائي قال حدثني محمد بن عمرو عن الهيثم بن عدي قال خرج هشام بن عبد الملك ومعه مسلمة أخوه إلى مصانع قد هيئت له وزينت بألوان النبت وتوافى إليه بها وفود أهل مكة والمدينة وأهل الكوفة والبصرة قال فدخلوا عليه وقد بسط له في مجالس متشرفه مطلعة على ما شق له من الأنهار المحفة بالزيتون وسائر الاشجار فقال يا أهل مكة أفيكم مثل هذه المصانع قالوا لا غير أن فينا بيت الله المستقبل ثم التفت إلى أهل المدينة فقال أفيكم مثل هذه المصانع قالوا لا غير أن فينا قبر نبينا المرسل ثم التفت إلى أهل الكوفة فقال أفيكم مثل هذه المصانع قال فقالوا لا غير أن فينا تلاوة كتاب الله تعالى المنزل ثم التفت إلى أهل البصرة فقال أفيكم مثل هذه المصانع قال فقام إليه خالد بن صفوان فقال أصلح الله أمير المؤمنين إن هؤلاء قد أقروا على أنفسهم ولو كان من له لسان وبيان لأجاب عنهم فقال له هشام أفعندك في بلدك غير ما قالوا فقال نعم أصف بلادي وقد رأيت بلادك فتقيسها فقال هات فقال يغدو قانصانا فيجيء هذا بالشبوط