@ 65 @ .
قال ابن الطيب ورحلنا غداة يوم الاثنين لإثنتي عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر فنزلنا مدينة حلب في وقت ارتفاع النهار من هذا اليوم وبين المنزلين ثمانية أميال تكون فرسخين وميلين وأقمنا بحلب إلى إنقضاء يوم الأربعاء لليلة خلت من رجب .
قال وعلى حلب سور محيط بها وبقلعتها كانت الروم بنته وبنت الفرس بعضه أيام أنوشروان والقلعة على جبل مشرف على المدينة وعليها سور وعليها بابا حديد واحد دون الآخر وفي وسطها قد حفر إلى الماء ينزل إليه على مائة وعشرين مرقاه قد خرقت تحت الأرض خروقا وصيرت آزاجا ينفذ بعضها إلى بعض إلى ذلك الماء وفيها دير للنصارى وفيه امرأة قد سدت الباب عليها في وجهها منذ سبع عشرة سنة .
ثم ينحدر السور إلى المدينة من جانبي القلعة .
ولها ستة أبواب تعرف بباب العراق وباب قنسرين وباب أنطاكية وباب الجنان وباب اليهود وباب أربعين وهو مما يلي القلعة ومن جانبها الآخر باب العراق .
وشرب أكثر أهل حلب من ماء قويق لأنه يجري إلى أبواب الجنان وأنطاكية وقنسرين وقدام باب أنطاكية ربض يعرف بربض الدارين في وسطه قنطرة على قويق كان محمد بن عبد الملك بن صالح بناه أعني الربض ولم يستتمه واستتمه سيما الطويل ورم ما كان استهدم منه وصير عليه باب حديد حذاء باب أنطاكية أخذه من قصر لبعض الهاشميين بحلب يسمى قصر البنات ويسمى الباب باب السلامة .
قلت والقصر قد كان في الدرب المعروف بدرب البنات بحلب بالقرب من الصناديقيين وشرقي الدارين بستان يعرف ببستان الدار من شمالي ميدان باب قنسرين وهو الآن وقف على المدرسة النورية الشافعية المعروفة ببني أبي