@ 2928 @ .
( إن بغداد لمن أبصرها ورآها % طرفة بين البلاد ) .
( فتأملها تراها عجبا نعم % بيض على قوم سواد ) .
لو قال تجدها كان أجود .
سمعت بعض بني عبد الرحيم يقول لي إن حمدان كان سير من حلب رسولا إلى مصر في أيام الآمر بن المستعلي وكان من عادة الرسل أنهم يجتمعون بالآمر ويجلسون بين يديه فلم يستحضر حمدان لأنه نقل إليه أنه حشيشي فكتب إليه أبيات يطلب الحضور وتنصل مما قرف به عنده فأذن له الآمر فلما مثل بين يديه ارتجل وقال .
( سلام ورضوان وروح ورحمة % على الآمر الطهر الذكي المناسب ) .
( إمام إذا جاد الحجاب لنابه % أثرنا ثرى أقدامه بالحواجب ) .
أخبرنا أبو الفوارس حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد بن عبد الرحيم قال حدثني والدي عبد الرحيم بن سعيد قال كان عمي الرئيس أبو الفوارس حمدان قد قرأ على الشيخ أبي الحسن بن أبي جرادة النحو واللغة وعلم الهندسة والنجوم وغير ذلك واتفق له أن خرج إلى معراثا الأثارب وهي ملكه وكانت في يد الفرنج إذ ذاك فمرض صاحب الأثارب سير منويل وهو ابن أخت صاحب أنطاكية فدخل إليه وعالجه حتى برأ فلما أبل من مرضه سير سير منويل إلى حمدان وقال له تمن فطلب منه قرية فأعطاه معربونية فسكن فيها مدة ثلاثين سنة وعمرها واتخذها منزلا فأرسل إليه الشيخ أبو الحسن بن أبي جرادة يعتبه على مقامه تحت أيدي الفرنج ويلومه على ذلك فكتب إليه .
( وقائل عائب لي إذ رأى شغفي بقرية % ليس سكناها من الشرف ) .
( ماذا دعاك إلى هذا فقلت له % صروف دهر وصرف الدهر غير خفي )