@ 61 @ طرف المدينة وسور المدينة يختلط بسورها والظاهر أنه شاهد القلعة من داخل المدينة فظنها في وسطها ولم يشاهدها من خارج .
وقوله وشرب أهل حلب من نهر قويق ليس كذلك إلا من كان بالقرب منه أو أنه أراد ما يحمله السقاؤون في الروايا بل الغالب في شرب أهلها من قناة حيلان .
وقد أنبأنا أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف عن أبي الفتح بن البطي قال أخبرنا الحميدي قال أخبرنا محمد بن هلال بن المحسن الصابيء وقال كتب المختار بن الحسن بن بطلان المتطبب كتابا إلى والدي هلال بن المحسن في سنة أربعين وأربعمائة يذكر له فيها خروجه من بغداد وما دخل من البلاد .
قال فيها رحلنا من الرصافة إلى حلب في أربع مراحل وحلب بلد مسور بحجر أبيض فيه ستة أبواب وفي جانب السور قلعة في أعلاها مسجد وكنيستان وفي أحديهما كان المذبح الذي قرب عليه ابراهيم عليه السلام .
وفي البلد جامع وست بيع وبيمارستان صغير والفقهاء يفتون على مذهب الامامية ويشرب أهل البلد من صهاريج فيه مملوءة بماء المطر وعلى بابه نهر يعرف بالقويق ويمد في الشتاء وينضب في الصيف .
وفي وسط البلد دار علوة صاحبة البحتري .
وهو بلد قليل الفاكهة والبقول والنبيذ إلا ما يأتيه من بلاد الروم .
وفيها من الشعراء جماعة وذكر أبا الفتح بن أبي حصينة وذكر كاتبا نصرانيا هو صاعد بن عيسى بن سمان وذكر أبا محمد بن سنان وأبا المشكور