@ 2622 @ حتى قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة ورأيت الصبيان يجرون بأرجلهما فقال إنا لله وإنا إليه راجعون عند الله نحتسب أنفسنا فقيل له ننشدك الله يابن رسول الله في نفسك وأنفس أهل بيتك هؤلاء الذين تراهم معك انصرف إلى موطنك ودع المسير إلى الكوفة فوالله ما لك بها ناصر فقال بنو عقيل - وكانوا معه - ما لنا في العيش بعد أخينا مسلم حاجة ولسنا براجعين حتى نموت فقال الحسين فما خير في العيش بعد هؤلاء وسار فلما وافى زبالة وافاه بها رسول محمد بن الأشعت وعمر بن سعد بما كان سأله مسلم أن يكتب به إليه من أمره وخذلان أهل الكوفة إياه بعد أن بايعوه وقد كان مسلم سأل محمد بن الأشعت ذلك - يعني حين ظفر به ابن زياد سأل ابن الأشعت وعمر بن سعد أن يكتبا إلى الحسين بذلك - فلما قرأ الكتاب استيقن بصحة الخبر وأقطعه قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة ثم أخبره الرسول بقتل قيس بن مسهر رسوله الذي وجهه من بطن الرقة وقد كان صحبه قوم من منازل الطريق فلما سمعوا خبر مسلم وقد كانوا ظنوا أنه يقدم على أنصار وعضد تفرقوا عنه ولم يبق معه إلا خاصته فسار حتى انتهى إلى بطن العقيق فلقيه رجل من بني عكرمة فسلم عليه وأخبره بتوطيد ابن زياد الخيل ما بين القادسية إلى العذيب رصدا له ثم قال له انصرف بنفسي أنت فوالله ما تسير إلا إلى الأسنة والسيوف ولا تتكلن على الذين كتبوا اليك فإن أولئك أول الناس مبادرة إلى حربك فقال له الحسين قد ناصحت وبالغت فجزيت خيرا ثم سلم عليه ومضى حتى نزل بسراة بات بها ثم ارتحل وسار فلما انتصف النهار واشتد الحر وكان ذلك في القيظ تراءت لهم الخيل فقال الحسين لزهير بن القين أما ها هنا مكان نلجأ إليه أو شرف نجعله خلف ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد قال له زهير بلى هذا جبل ذي جشم يسره عنك فمل بنا إليه فان سبقت إليه فهو كما تحب فسار