@ 2535 @ .
قال قوله ( ما يمنى لك ) ما يقدر لك القادر الله عز وجل .
قرأت في رسائل الوزير أبي القاسم بن المغربي نسخة كتاب كتبه ليعرض بالسدة القادرية وقد طعن عليه بالدار الخليفية في مذهبه حيث وزر للملك السعيد شرف الدولة أبي علي وانكار الاسم المغربي المشهور به وأنه نسب إلى اعتقاد المذهب المصري والتدين به فكتب رسالة في ذلك وكتبها على وجهها وحذفت من آخرها ما لا حاجة لي إليه لما فيها من ذكر نسبه ومنشأه ومذهبه ومبدأ حاله وطلبه للعلم واشتغاله والرسالة .
الدهر أبو العجائب وذو الغرائب إلا أنني ما ظننته يبدع هذه البدعة الشنعاء ولا ظننته يطرق هذه الظنة النكراء وينبغي أن أنزل عن الإحتجاج للملك أدام الله بقاءه وأعز نصره ولواءه والمؤتمن على تدبيره والسفير بينه وبين عسكره أدام الله تمكينه فإن الله يعلمون والناس يعلمن خلوص نياتهما في الطاعة وبعدهما من هذه الشناعة فإن تشاغلي بما يخصني من هذه الحال التي ظننت أن العرض على الله يسبقها وأن المعتقد المقدس قد استحكم في الثقة بي استحكاما يقصر أيدي اللئام عن صياغة مثلها لي فإن كان يظن أن ما وسمت به من النسب المستعار يحملني على الإزورار فإن الأمر بضده إذ كان أصلي من البصرة وانتقل سلفي عنها في فتنة البريدي إلى بغداد وكان جد أبي وهو أبو الحسن علي بن محمد يخلف على ديوا ن المغرب فنسب به إلى المغربي وولد له جدي الأدنى ببغداد في سوق العطش ونشأ وتقلد أعمالا كثيرة منها تدبير محمد بن ياقوت عند استيلائه على أمر المملكة وكان خال أبي وهو أبو علي هارون بن عبد العزيز الأوارجي المعروف الذي مدحه المتنبي متحققا بصحبة أبي بكر محمد بن رائق فلما لحق أبا بكر بن رائق ما لحقه بالموصل سار جدي وخال أبي إلى الشام والتقيا بالأخشيذ وأقام والدي وعمي رحمهما الله بمدينة السلام وهما حدثان إلى أن توطدت أقدام شيوخهما بتلك البلاد وأنقذ الأخشيذ غلامه المعروف بفاتك المجنون