@ 2529 @ .
قرأت في كتاب المفاوضة جمع محمد بن علي بن نصر الكاتب بخطه .
وأخبرنا به إجازة زيد بن الحسن بن زيد الكندي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران النحوي قال قرأ علينا محمد بن علي بن نصر الكاتب قال وحدثني أبو الفرج يعني الببغاء قال هربت وقتا من الأوقات من أبي العشائر وصرت إلى حلب وسألت سيف الدولة أن يمنعه عني وقلت إن أخلاقه لا تلاؤم أخلاقي وقد ربيتني واصطنعتني وأريد أن لا أبرح حضرتك ومجلسك قال افعل ومضى على هذا مديدة قريبة فدخلت يوما وإذا بين يدي سيف الدولة رجل عربي لا أعرفه عليه جبة ديباج وفرو وعمامة خز بلثمامين متقلدا سيفا محلى وهو جالس على السرير ورجليه على الأرض وسيف الدولة يقبل عليه يحادثه فاستطرفت ذلك ولم يكن في العرب كلها من يجلس تلك الجلسة مع سيف الدولة قال ونهض فإذا هو أبو العشائر فلما رأيته أسقط في يدي ودنا مني فقبض علي فقلت لسيف الدولة أيها الأمير الذمام فقال ليس على أبي العشائر ذمام ثم قال له احتفظ به فإنه فرار فلم يبق في موضع للمنازعة .
فقلت أيها الأمير ما يمكنني الخروج قال ولم قلت علي دين وأحتاج إلى ابتياع شعير لدوابي وحنطة لغلماني وهذا وجه الشتاء ولابد أن أنظر في أمري فقال كل هذا يتنجز في الساعة ووقع إلى الداريج بكرين شعيرا وإلى صاحب المنثر بثلاثة أكرار حنطة وأطلق من خزانته ألفي درهم وأمر بحمل عشر قطع ثيابا وحصل جميع ذلك وما تعالى النهار وهو جالس في دار سيف الدولة فلما حضر صاحبه وعرفه حصول ما عددته كله قال اركب على اسم الله فركبت ومضيت معه إلى أنطاكية فما كان يخليني من خلعة وبر وتفقد ورسومي على سيف الدولة مطلقة في أوقاتها غير متأخرة عني بحال وهذه كانت عادات الرؤساء في الافضال