@ 2522 @ .
( هذا محبك مطوى على كمده % حري مدامعه تجري على جسده ) .
( له يد تسأل الرحمن راحة % مما به ويد أخرى على كبده ) .
( يا من رأى أسفا مستهترا أسفا % كانت منيته في عينه ويده ) .
فجعلت الجارية تصيح هذا والله الغناء يا سيدي وسكر القوم وخرجوا من عقولهم وكان صاحب المنزل جيد الشرب حسن المعرفة فأمر غلمانه مع غلمانهم بحفظهم وصرفهم إلى منازلهم وخلوت معه فشربنا أقداحا ثم قال لي يا سيدي ذهب ما كان من أيامي ضائعا إذ كنت لا أعرفك فمن أنت يا مولاي فلم يزل يلج علي حتى أخبرته فقام يقبل رأسي وقال يا سيدي وأنا أعجب يكون هذا الأدب إلا من مثلك وإذا إني مع الخلافة وأنا لا أشعر ثم سائلني عن قصتي وكيف حملت نفسي على ما فعلت فأخبرته خبر الطعام وخبر الكف والمعصم فقلت أما الطعام فقد نلت منه حاجتي فقال والكف والمعصم ثم قال يا فلانة لجارية له قولي لفلانة تنزل فجعل ينزل لي واحدة واحدة فأنظر إلى كفها ومعصمها فأقول ليس هي قال والله ما بقي غير أختي وأمي والله لأنزلهما إليك فعجبت من كرمه وسعة صدره فقلت جعلت فداك إبدأ بأختك قبل الأم فعسى أن تكون هي فقال صدقت فنزلت فلما رأيت كفها ومعصمها قلت هي ذه فأمر غلمانه فصاروا إلى عشرة مشايخ من جلة جيرانه في ذلك الوقت فأحضروا ثم أمر ببدرتين فيها عشرون ألف درهم وقال للمشايخ هذه أختي فلانه أشهدكم أني قد زوجتها من سيدي إبراهيم بن المهدي وأمهرتها عنه عشرة آلاف درهم فرضيت وقبلت النكاح ودفع إليها البدرة وفرق البدرة الأخرى على المشايخ ثم قال لهم اعذروا فهذا ما حضر على الحال فقبضوها ونهضوا ثم قال يا سيدي أمهد لك بعض البيوت تنام مع أهلك فأحشمني والله ما رأيت من سعة صدره وكرم خيمه فقلت بل أحضر عمارية وأحملها إلى منزلي فقال ما شئت فأحضرت عمارية فحملتها وصرت بها إلى منزلي فوحقك يا أمير المؤمنين لقد حمل إلي جهازها ما ضاقت به بعض بيوتنا فأولدتها هذا القائم على رأس سيدي أمير المؤمنين فعجب المأمون من كرم ذلك الرجل وسعة صدره وقال لله أبوه ما سمعت مثله قط ثم أطلق الرجل الطفيلي