@ 2362 @ .
( ما للصدا إلا لديك انتقاع % ملكك الله جميع البقاع ) .
وذكر قصيدة طويلة على هذه القافية يمدحه فيها قال فتبرم العلم وجعل يكظم غيظه والسلطان قد استغرق في الضحك وجعل يستتر في البرج المنصوب في الخيمة عن العلم ويجتهد أن لا يراه وأهل المجلس منهم من خرج إلى خارج الخيمة ومنهم من جعل يضحك ويخفي ذلك جهده فلما فرغ من الإنشاد جلس إلى جانب العلم وسكت ساعة ثم ألتفت إليه وقال له يا مولانا علم الدين قال الله تعالى ! < ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا > ! يا علم الدين ( قاع ) على أي شيء انتصب فصاح فيه وقال على كذا وكذا من عيالك وشتمه شتما قبيحا .
أخبرني عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الجزري قال كان العلم الشاتاني طريقا وكان كثير المخالطة لكمال الدين ابن الشهرزوري وكان يداعبه كمال الدين فحضر يوما عنده وسب الإسماعيلية وكفرهم وسخف آراءهم فسير كمال الدين رجلين من أصحابه ليفزعاه ونزلا عليه ليلا وجذبا عليه سكينتين وقالا له نحن قد سيرنا سنان إليك لنقتلك وهو يقول لك ويلك كم تتجرأ علينا وتشتمنا وتتسمج في حقنا قال فطار عقله وجعل يتضرع إليهما ويسألهما أن لا يقتلاه ويقول يكذب علي وما قلت شيئا ومع هذا فأنا تائب ولا أعود إلى شيء من ذلك أبدا فقالا له بعد الجهد فما يمكننا أن نمضي إليه إلا بعلامة أمرنا بها ليعلم أننا وصلنا إليك وقدرنا على قتلك ولا بد من قفل نقفله على انثييك فقال لهما العلم اقفلا ما شئتما ولا تبطئا علي أكثر من يومين فأخذا قفلا وقفلاه على انثييه ومضيا فلما أصبح أرسل كمال الدين بن الشهرزوري إلى العلم يطلبه إليه فاعتذر عن الحضور وكتمه أمره وقال قد طلع لي دمل ولا سبيل لي إلى المجيء إليك فأرسل إليه لا بد من حضورك فأعتذر وقال لا أطيق فأرسل إليه محفة وقال تحضر في المحفة فحمل في محفة واحضر عند القاضي كمال الدين وهو على غاية من الألم لأن القفل ينحدر على انثييه فيؤلمه وهو بين فخذيه لا يطيق