@ 244 @ .
وأنبأنا عبد العزيز بن الأخضر قال أخبرنا أبو الحسن قال وأخبرنا أبو البركات قال أخبرنا علي بن أيوب قال أنشدنا أبو الطيب المتنبي لنفسه يمدح سيف الدولة وقد ورد عليه خبر آخر ساعة نهار يوم الثلاثاء لست خلون من جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة أن الدمستق وجيوش النصرانية قد نازلت ثغر الحدث ونصبت مكائد الحصون عليه وقدرت أنها فرصة لما تداخلها من القلق والإنزعاج والوصم في تمام بنائة على يد سيف الدولة لأن ملكهم ألزمهم قصدها وأنجدهم بأصناف الكفر من البلغر والروس والصقلب وغيرهم وأنفذ معهم العدد فركب سيف الدولة لوقته نافرا وانتقل إلى موضع غير الموضع الذي كان به ونظر فيما وجب أن ينظر فيه في ليلته وسار عن حلب غداة يوم الأربعاء لسبع خلون فنزل رعبان وأخبار الحدث مستعجمة عليه لضبطهم الطرق وتقديرهم أن يخفى عليه خبرهم فلما أسحر لبس سلاحه وأمر أصحابه بمثل ذلك وسار زحفا فلما قرب من الحدث عادت إليه الطلائع بأن عدو الله لما أشرفت عليه خيول المسلمين على عقبة يقال لها العبراني رحل ولم تستقر به دار وامتنع أهل الحدث من البدار بالخبر خوفا من كمين يعترض الرسل فنزل سيف الدولة بظاهرها وذكر خليفته بها أنهم نازلوه وحاصروه فلم يخله الله من نصر عليهم إلا في نقوب نقبوها في فصيل كان قديما للمدينة وأتتهم طلائعهم بخبر سيف الدولة في اشرافه على حصن رعبان فوقعت الصيحة وظهر الإضطراب وولى كل فريق على وجهه وخرج أهل الحدث فأوقعوا ببعضهم وأخذوا آلة حربهم فأعدوها في حصنهم فقال أببو الطيب في ذلك .
( ذي المعالي فليعلون من تعالى % هكذا هكذا والإ فلالا ) .
( شرف ينطح النجوم بروقيه % وعز يقلقل الأجبالا )