@ 2015 @ .
وقوله يصف فرسا .
( عظيم طويل مطمئن كأنه % باسفل ذي ماوان سرحه مرقب ) .
( له أيطلا ظبي وساقا نعامة % وصهوة عير قائم فوق مرحب ) .
( له جؤجؤ رحب كأن لجامه % يعالى به في رأس جذع مشذب ) .
( وعينان كالماوتين ومحجر % إلى سند مثل الرتاج المضبب ) .
( إذا ما جرى شأوين وابتل عطفه % يقول هزيز الريح مرت بأثأب ) .
( كأن دماء الهاديات بنحره % عصارة حناء بشيب مخضب ) .
قرأت في نسخة عتيقة من شعر امرؤ القيس عن أبي نصر عن أبي سعيد الأصمعي قال الفرزدق أصابنا مطر بالبصرة جود فلما أصبحت ركبت بغلتي وخرجت نحو المربد فإذا أنا بآثار دواب قد خرجن إلى ناحية البادية فظننت أن قوما قد خرجوا يتنزهون وهم خلقاء أن تكون معهم سفرة وشراب فاتبعت آثارهم حتى انتهيت إلى بغال عليها رحائل موقوفة على غدير من ماء فأسرعت المشي إلى الغدير فأشرفت فإذا فيه نسوة مستنقعات في الماء إلى حلوقهن فقلت لم أر كاليوم قط ولا يوم دارة جلجل ثم انصرفت فنادينني يا صاحب البغلة ارجع نسألك عن شيء فانصرفت إليهن فقعدن في الماء ثم قلن بالله ألا حدثتنا حديث يوم دارة جلجل قال فأخبرهن بما كان .
قال عبد الله بن والان رجل من بني تميم كان رواية للفرزدق قلت للفرزدق حدثنا أيضا به قال حدثني جدي وأنا يومئذ غلام حافظ لما أسمع أن امرئ القيس كان عاشقا لابنة عم له يقال لها عنيزة وأنه طلبها زمانا فلم يصل إليها وكان يطلب الغرة من أهله ليزورها فلم يتفق له حتى كان يوم الغدير وهو يوم دارة جلجل وذلك أن الحي احتملوا فتقدم الرجال وخلفوا النساء والعبيد والعتقاء فلما رأى امرؤ القيس ذلك تخلف بعد قومه غلوة فكان في غيب من الأرض حتى مر به النساء فاذا فتيات ومعهن عنيزة فلما وازين الغدير قلن لو نزلنا واغتسلنا في هذا