@ 1994 @ قرأت في كتاب أدب الخواص تأليف الوزير أبي القاسم الحسين بن علي بن المغربي قال أول ما سمع حجر من شعر ابنه امرئ القيس قوله .
( اسقيا حجرا على علاته % من كميت لونها لون العلق ) .
قال الوزير وإني لأستقبح أن يقول قائل لأبيه على علاته وأظن ذلك هو الذي غاض حجرا فلما سمعه أمر الساقي بلطم وجهه وإخراجه ونهاه عن قول الشعر ثم سمعه يوما وهو يشرب من فضلة أبيه وهو يقول .
( وهر تصيد قلوب الرجال % وأفلت منها ابن عمرو حجر ) .
يعني هر بنت سلامة بن عبد الله بن عليم من بني كليب وابنها الحارث وهو الملقب بالخرساء وقيل أن هرا جارية كانت لأبيه والأول أصح فوثب إليه أبوه فضربه وأمر مولى له أن يقتله فلم يقتله وأظهر قتله ثم ندم على ذلك .
وقال غير الوزير أبي القاسم إنه لما نهاه أبوه عن قول الشعر ولم ينته أمر حجر حاجبه ربيعة بقتله وأخبر أنه قتله فتبين ندمه فقال لم أقتله وإنما تركته على جبل فأمره بإحضاره ثم طرده عنه فلم يزل يسير في العرب ومعه قيانه وهجائنه يصيد ويشرب الخمر فبينما هو في شربه إذ نعي إليه أبوه وأن بني أسد قتلته وكان ملكهم قتلوه لعسفه وظلمه انتخى له علباء بن الحارث ابن حارثة بن هلال أحد بني كاهل بن أسد فضربه بعكاز فأصاب نساه فمات وأنتهبوا أمواله وكان حجر قتل أباه .
ولما بلغه قتله قال ضيعني صغيرا وحملني ثقل الثأر كبيرا اليوم خمر وغدا