@ 1985 @ .
سمعت والدي رحمه الله يقول جمع تاج الدولة الأخرس بن رضوان جماعة من الأمراء والأجناد وأدخلهم إلى موضع بالقلعة شبيه بالسرداب أو المصنع لينظروه فلما حصلوا كلهم فيه قال لهم ايش تقولون فيمن يضرب رقابكم ها هنا فتضرعوا إليه وأيقنوا بالقتل وقالوا يا مولانا نحن مماليك وبحكمك وخضعوا له حتى أخرجهم ثم إنهم خافوا على أنفسهم منه فأجمعوا على قتله فقتلوه .
وقال لي الأمير بدران بن جناح الدولة حسين بن مالك بن سالم كان جدي مالك من جملة الأمراء الذين فعل بهم ذلك فلما نزل من القلعة سار عن حلب إلى قلعة جعبر وترك المقام بحلب خوفا على نفسه .
قال ومضى أكثر الأمراء من حلب من خدمته إلى أن قتل عمل عليه لؤلؤ الخادم مملوك أبيه مع جماعة من الأمراء فقتلوه .
قال ثم إن لؤلؤ خاف فأخذ الأموال من قلعة حلب وسار طالبا بلاد الشرق فلما وصل إلى دير حافر قال سنقر الجكرمشي تتركونه يقتل تاج الدولة ويأخذ الأموال ويمضي فصاح بالتركية يعني الأرنب الأرنب فضربوه بالسهام فقتلوه .
قال ولما هرب لؤلؤ أقامت القلعة في يد آمنة خاتون بنت رضوان يومين فلما قتل لؤلؤ ملكوا سلطان شاه بن رضوان هكذا قال لي ولؤلؤ هو الذي نصب سلطان شاه بعد قتل أخيه وبقي سنة وثمانية أشهر يدير دولته .
وقرأت في كتاب عنوان السير تأليف محمد بن عبد الملك الهمذاني قال وولي بعده يعني رضوان أبو شجاع محمد بن رضوان وكان لا يحسن أن يتكلم واستولى على حلب وله من العمر تسع عشرة سنة وقتل خلقا من أصحاب أبيه فاغتاله خادم كان خصيصا به إسمه لؤلؤ في رجب سنة ثمان وخمسمائة وكان ملكه بحلب سنة واحدة .
قال لي بدران بن حسين بن مالك بلغني أن تاج الدولة الأخرس خرج يوما إلى عين المباركة ونصب بها خيمه وأخذ معه أربعين جارية ووطئهن كلهن في ذلك اليوم