@ 1938 @ وأنت نعم لك الصباح ما تريع قلت ما طرق الحي من بني أسد قالت وهي تعصر عينيها من البكاء طرقهم أسد أخو خفاف بن ندبة فسبى حريمهم وقتلهم وشردهم وفعل بهم ما ترى قلت فما فعل طراد وابنته صيقل قالت أسرهما جميعا أسد وهما عنده فبكيت لذلك وأتيت أصدقائي في الحي فعزيتهم وهم يبكون فهمت نفسي أن أصير الى حي بني أسد لما أصابني من الحب والوجد وأن أتحيل في تخليصها فقلت لهم وعلى كم فرسخ نحن من حي بني قشير قالوا ثلاثة فراسخ فودعتهم وكان مغيب الشمس وسرت على العيوق والنسرين أطلب قاع الريح وكانوا بها نازلين فلم يمض الثلث من الليل حتى أشرفت على الحي واذا الخيام والقباب والأحمال كالكواكب ولم أصل الى الحي حتى أطفئت المصابيح وهدأ النبيح وكانت ليلة مقمرة فنظرت والحي هاد الأخبية مطنبة الى جوانب الجدرانات فحملت في واد كثير العوسج والمدر فاختفيت فيه ثم اني فكرت وحسبت من الأسد فارتقيت في أعلى شجرة دوم أنتظر راعي غنم راعي إبل بعض عجائز الحي ممن يخرج يلتقط الحنظل فاني لكذلك وإذا بجويرية سمراء قد أقبلت ومعها عباء فبسطتها وأقبل معها شاب فبركا جميعا يتحادثان ويتشاكيان أطيب من قضم السكر ومن الشهد المصفى فأقاما على ذلك ساعة من الليل ثم قال يا بصيرة ارقدي حتى نرقد ساعة قالت والله يا محبوب ما الى ذلك من سبيل لأني مع النسوان الذين قد وكلوا بحفظ الصيقل فأصغيت حينئذ اليها فقال لها والله ما بد لي من ذلك ثم أكرهها ورقدا جميعا فمكثا هويا من الليل ثم قاما وعاد الرجل الى نومه وقامت الجارية فنزلت فاعترضتها في سنم الوادي فقلت لها ممن أنت قالت من هذا الحي قلت اجلسي أتعرفيني قالت لا قلت أنا الأعسر وقد رأيتك وما صنعت مع محبوب فاكتمي علي