@ 1780 @ .
قلت أخذ هذا المعنى من قول النبي صلى الله عليه وسلم لو إتكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا .
نقلت من خط أبي بكر محمد بن هاشم الخالدي وحدثنا الصدائي عن المبرد عن علي بن عمروس الشاعر عن أشجع السلمي قال أذن المهدي للشعراء فدخلت مع من دخل فاتفق أن جلست الى جانب بشار فإنا لسكوت اذ سمعنا حسا فقال لي بشار من هذا يا أشجع قلت أبو العتاهية فقال أترى تحمله قحته وجهله على أن ينشد في مثل هذا المحفل شعرا قلت لا علم لي إذ استأذن في النشيد فأذن له فأنشد .
( ألا ما لسيدتي مالها % أدلت فأحمل إدلالها ) .
قال فنخسني بشار ثم قال أما ترى ما أجبس هذا الجاهل ينشد هذا الشعر الركيك في مثل هذا المحفل العظيم فلما بلغ الى قوله .
( أتته الخلافة منقادة % إليه تجرر أذيالها ) .
( فلم تك تصلح إلا له % ولم يك يصلح إلا لها ) .
( ولو رامها أحد غيره % لزلزلت الأرض زلزالها ) .
( ولو لم تطعه بنات النفوس % لما قبل الله أعمالها ) .
فقال لي بشار ويحك يا أشجع انظر هل طار أمير المؤمنين عن سريره سرورا قال فلا والله ما أخذ أحد من الشعراء في ذلك اليوم جائزة أسنى من جائزته .
أنبأنا القاضي أبو القاسم بن الحرستاني قال أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الغساني قال أخبرنا أحمد بن علي الحافظ قال أخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي قال أخبرنا علي بن الحسن الرازي قال أخبرنا الحسين بن القاسم