@ 1770 @ .
( يا عتب سيدتي أمالك دين % ) .
فأنشده إياها فوعده أن يزوجه بها فلما خرج قال له النساء إنه شبب بها وشهرها في الناس وان زوجته اياها حققت عليها ما قال فيها فأمر له عوضا من ذلك بخمسين ألف درهم .
وقال المرزباني حدثني محمد بن إبراهيم قال أخبرنا أحمد بن أبي خيثمة قال حدثنا محمد بن أبي العتاهية قال غني الرشيد يوما في شعر أبي وهو في الحبس .
( خليلي مالي لا تزال مضرتي % تكون على الأقدار حتما من الحتم ) .
( كفاك بحق الله ما قد ظلمتني % فهذا مقام المستجير من الظلم ) .
( ألا في سبيل الله جسمي وقوتي % أما مسعد حتى أنوح على جسمي ) .
فأمر الرشيد بإحضاره فقال له أيجوز لك هذا بالأمس ينهاك أمير المؤمنين المهدي عن القول في عتبة فتأبى إلا لجاجا ومحكا واليوم آمرك بالقول فيها فتأبى ذلك قال يا أمير المؤمنين ان الحسنات يذهبن السيئات كنت أقول في الغزل ولي شباب وحدة وبي حراك وقوة واليوم فأنا شيخ ضعيف لا يحسن بمثلي لهو ولا تصاب فقال والله لا رضيت منك إلا بالذي كنت عليه ثم قال له أنشدني بعض ما قلت فيها فسكت فقال والله لتنشدني شيئا من ذلك فأنشده .
( نفسي بشيء من الدنيا معلقة % الله والقائم المهدي يكفيها ) .
( إني لآيس منها ثم يطمعني % فيها احتقارك للدنيا وما فيها ) .
فقال له الرشيد هل لك في التزويج بها قال لا والله قال انك ان قبلت ذلك خليت سبيلك وزدت في منزلتك قال علي عهد الله عز وجل ألا أتزوج على أم ولدي حتى ألقى الله فاعفني من ذلك يا أمير المؤمنين عفا الله عنك فأمر الرشيد برده الى الحبس