@ 1398 @ .
وقال أحمد بن سلمة قلت لأبي حاتم إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه فقال أبو حاتم وهذا أعجب فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها .
قال الخطيب وأخبرنا محمد بن علي المقرىء قال أخبرنا محمد بن عبيد الله النيسابوري الحافظ قال أخبرني أبو محمد بن زياد قال سمعت أبا العباس الأزهري يقول سمعت علي بن سلمة النسفي يقول كان إسحق عند الأمير عبد الله ابن طاهر وعنده إبراهيم بن أبي صالح فسأل الأمير إسحق عن مسألة فقال إسحق السنة فيها كذا وكذا وكذلك يقول من سلك طريق أهل السنة وأما فلان وأصحابه فإنهم قالوا بخلاف هذا فقال إبراهيم لم يقل فلان بخلاف هذا قال إسحق حفظته من كتاب جده وأنا وهو في كتاب واحد فقال إبراهيم أصلحك الله كذب إسحق على جدي فقال إسحق ليبعث الأمير إلى جزء كذا وكذا من جامعه فأتي بالكتاب فجعل الأمير يقلب الكتاب فقال إسحق عد من الكتاب إحدى عشرة ورقة ثم عد سبعة أسطر ففعل فإذا المسألة على ما قال إسحق فقال الأمير عبد الله بن طاهر قد تحفظ المسائل ولكني أعجب لحفظك هذه المشاهدة فقال إسحق ليوم مثل هذا لكي يخزي الله على يدي عدوا مثله .
قال الخطيب وأخبرنا أبو نعيم قال سمعت أبا عمرو بن حمدان يقول سمعت أبا بكر أحمد بن إسحق الضبعي يقول سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول فاتني عن إسحق بن إبراهيم الحنظلي من مسنده مجلس وكان يمله حفظا فترددت إليه مرارا ليعيده علي فتعذر فقصدته يوما لأسأله إعادته وقد حمل إليه حنطة من الرستاق فقال لي تقوم عندهم وتكتب وزن هذه الحنطة فإذا فرغت أعدت لك الفائت قال ففعلت ذلك فلما فرغت عرفته وكان خرج من منزله فمشيت معه حتى بلغ باب المنزل فقلت له فيما وعد من الفائت فسألني عن أول حديث من المجلس فذكرته له فاتكأ على عضادتي الباب فأعاد المجلس إلى آخره حفظا وكان قد أملى المسند كله من حفظه وقرأه أيضا من حفظه ثانيا كله .
قال الخطيب أخبرنا محمد بن يعقوب قال أخبرنا ابن نعيم قال أخبرني