@ 1245 @ .
وأنشدني غير واحد من أهل سنجار الدويتي الذي أنشدناه أبو علي القيلوي وفيه زيادة على ما أنشدناه أبو علي وذكروا أنه نظمه في السجن بسنجار وقد منع الماء والطعام .
( حالي عجب وفي حديثي عبر % أشكو ظمأ وعبرتي تنحدر ) .
( في صفو زماننا أتاني الكدر % يا من ظلموا تفكروا واعتبروا ) .
وأخبرت بسنجار أنه مات في حبس قطب الدين بعد أن قبض على جميع ماله ومنعه الطعام والشراب ودخل إليه بعض من كان يشرف على حاله من أصحاب قطب الدين فقال له قل لقطب الدين يطعمني ويسقيني وأنا أعطيه ألف دينار لم يبق لي غيرها قال فمضى ذلك الإنسان وأخبر قطب الدين بما ذكره فسير إليه طعاما وماء بثلج وقال للرسول أدخله إليه ولا تمكنه منه حتى يعطيك الذهب فلما دخل به إليه نظر إليه فقال له الرسول لا سبيل لك إليه إلا بعد أداء ما ذكرت فقال والله ما بقي لي شيء والذي لي قد قبض جميعه وإنما قلت لتطعموني وتسقوني فردوا الطعام والماء ولم يتناول منه شيئا وخرجوا من عنده فنام فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فناوله شيئا أكله فزال عنه الجوع والعطش فدخلوا عليه بعد ذلك فرأوه قائما يصلي فلما فرغ من صلاته أخبرهم بما رأى فلما بلغ قطب الدين اتهم والدته أم قطب الدين بأنها أنفذت إليه مأكولا ومشروبا ولم يزل على ذلك إلى أن مات رحمه الله .
وحكى لي بعض أهل سنجار أن صاحب سنجار سير إلى أحمد بن يرنقش جماعة خنقوه وهو في السجن .
وقال لي بعض من أدركه من أهل سنجار من فقهائنا الحنفية أنه لم يبق أحد ممن تولى خنقه إلا ابتلي ببلية فمنهم من لازمه الصرع إلى أن مات ومنهم من افتقر واحتاج بعد الغنى إلى مسألة الناس .
وحكى لي غيره أن قطب الدين صاحب سنجار لما احتضر ودنت وفاته جعل يشكو العطش ويسقى فلا يروى ويذكر ابن المجاهد كثيرا ويردد اسمه على لسانه إلى أن مات