@ 1226 @ الخميس العاشر من شهر ربيع الآخر سنة أربعين وأربعمائة ونزل بحمد الله ومنه يوم الأربعاء الثامن من شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ولله على ذلك الحمد وخالص الشكر .
أحمد بن يحيى بن سند .
أبو العباس شاعر كان بمعرة النعمان وقفت على أبيات من شعره في مراثي بني المهذب المعريين يرثي بها أبا عبدالله الحسين بن إسماعيل بن جعفر بن علي المهذب وهي قوله .
( فؤاد عراه حزنه فتصدعا % وقلب براه وجده فتقطعا ) .
( ونائبة عم البرية خطبها % فلم تلق إلا موجعا أو مفجعا ) .
( لفقد حسين قرة العين والذي % أتته المنايا بغتتة حين أيفعا ) .
( أأنساه بين الأهل ملقى وكلهم % لفقدانه يبدي أسى وتوجعا ) .
( وقد سألوه كيف أنت فلم يحر % جوابا وأضحى بالبنان مودعا ) .
( فيا سيدا أودى بصبري مصابه % لقد خانك الدهر الخؤون فأسرعا ) .
( ولو كان بالإنصاف يحكم لم يكن % عجيبا بأن تبقى لنا وتمتعا ) .
( فبالرغم مني يا حسين تحكمت % بجسمك أيدي الدهر حتى تضعضعا ) .
( وبالرغم مني أن توسد مفردا % ويصبح بعد الأنس بيتك بلقعا ) .
( وبالود مني لو صحبتك في الثرى % وصيرت من حزني بقربك مضجعا ) .
( وفاضت دما عيني عليك فإنني % لأعذل أجفاني إذا فضن أدمعا ) .
وقرأت في هذا الجزء له أبياتا يرثي بها أبا الحسن المهذب بن علي بن المهذب وتوفي سنة تسع وعشرين وأربعمائة .
( دنياك هذي بالأنام تقلب % وصروفها فيهم تجيء وتذهب ) .
( والدهر فيهم قد أجدوا كلهم % يلهو عن الدهر المجد ويلعب ) .
( لم ينج من صرف الردى ذو نمرة % غمر ولا فطن له يتهيب )