@ 1160 @ .
حدثني الحكيم نافع بن أبي الفرج بن نافع الحلبي وكان شيخا مسنا قال كنت يوما مع أبي الحسين بن منير وقد مر به غلام حسن الصورة يقال له عمر بوبلة وكان من أحسن الناس وجها وأدركته أنا وقد هرم وهو يستعطي قال فناوله ابن بوبلة وردة ومضى قال فارتجل أبو الحسين بن منير .
( كأنما قطفت من خد مهديها % كأنما قطفت من حد مهديها ) .
( رقت فراقت فأحيت قلب ناشقها % كأن عبقة فيه أفرغت فيها ) .
وأنشدنا نافع بن أبي الفرج قال أنشدني ابن منير لنفسه .
( أصغى لهينمة الواشي فقال سلا % وكاذب في الهوى من يحتوي العذلا ) .
( كان الصبا مزنة هبت عليه صبا % هز الصلا مرها ثم استحال صلا ) .
وتمامها نذكره إن شاء الله تعالى في ترجمة الحكيم نافع .
أنشدني الرئيس بهاء الدين أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن سعيد بن الخشاب قال أنشدنا الشيخ الرئيس أبو زكرى يحيى بن سعد بن ثابت الحلبي قال أنشدني مهذب الملك أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الأطرابلسي لنفسه في سنة ست وأربعين وخمسمائة .
( جعل القطيعة سلما لعتابه % متجرم جان على أحبابه ) .
( ما زال يضمر غدره متعللا % بوشاته متسترا بكذابه ) .
( حتى تحدث ناظراه فحللا % ما كان أوثق من عرى أعتابه ) .
( والله لولا ما يقوم بنصره % من نار وجنته وماء شبابه ) .
( لأبحت ما حظر الهوى من هجره % ليصح أو حرمت حل رضابه ) .
( ولكان من دين المروءة تركه % فالصبر أعذب من أليم عذابه ) .
( حتام أقبل وهو ثان عطفه % والحب يحملني على استجذابه ) .
( وأقول غر ظن غي وشاته % رشدا فأرجو أن يضيق لما به )