@ 1089 @ .
أنبأنا أحمد بن أزهر السباك عن أبي بكر الأنصاري قال أنبأنا أبو غالب بن بشران قال حدثنا محمد بن علي نصر قال أبو الخطاب بن عون الحريري وحدثني عنه أبو القاسم الشاعر بذلك وقد رأيته ولم أسمع منه هذه الحكاية قال دخلت إلى أبي العباس النامي فوجدته جالسا ورأسه كالثغامة بياضا وفيه شعرة واحدة سوداء قلت له يا سيدي في راسك شعرة سوداء قال نعم هذه بقية شبابي وأنا أفرح بها ولي فيها شعر قلت أنشدنيه فأنشدني .
( رأيت في الرأس شعرة بقيت % سوداء تهوى العيون رؤيتها ) .
( فقلت للبيض إذ تروعها % بالله ألا رحمت غربتها ) .
( وقل لبث السوداء في وطن % تكون فيه البيضاء ضرتها ) .
ثم قال يا أبا الخطاب بيضاء واحدة تروع ألف سوداء فكيف بسوداء بين بين ألف بيضاء قرأت في نسخة قديمة من ديوان شعر أبي العباس النامي وأظنها بخط جامع شعره ما صورته وكنت أنشدت في ليلة من الليالي سيف الدولة أبيات البحتري .
( وأبت تركي الغديات والآصال % حتى خضبت بالمقراض ) .
( شعرات أقصهن ويرجعن % رجوع السهام في الأغراض ) .
( فهل الحادثات يابن عويف % تاركاتي ولبس هذا البياض ) .
فاستحسنها وقال للنامي أعمل مثل هذا فعمل قصيدة يمتدحه ويصف الشيب وفيها .
( ولقد جارت النهى فتغاضيت % لبيض نهين بعض التغاضي ) .
( ثم خفت انقراض ود الغواني % فاستعرت الصبا من المقراض )