@ 380 @ إلا يوم الجمعة ويقتات بالبقول ويتتبع مجتمعات الماء التي يثري فيها الحوت كفحل والسيد وغيرهما فيصيد منه أشياء يقتات به وشيئا يهديه لأصحابه وأحبابه وبلغ من قوة عزيمته في دينه أن جعل في عنقه غلا ثقيلا يتذكر به حال الآخرة ونهي عن ذلك فأبى حتى قيل له إنك به خالفت السنة وارتكبت البدعة فتركه بعد شدة وكان يسرد الصوم ابدا حتى العيدين فقيل له ايضا في ذلك فقال إن أكلت شيئا مرضت فقيل له فكل ولو مثل حبة من الطعام ولا تأثم بالإجماع فكان فعل مات في خليص متوجها لى مكة سنة تسع وأربعين وسبعمائة رحمه الله وقال المجد من المنقطعين عن هذه الدار ملازما للسياحة في الجبال والبراري لا يدخل المدينة إلا من جمعة إلى جمعة ويقتات بالبقول ويتتبع مساكاة المياه والأنهار التي بين الجبال كغدران ورقان وبفحل والسيد وغيرها فيصيد منها ما تيسر من الحوت ويهيىء لنفسه منه بعض القوت وما فضل منه يهديه إلى أحبابه ويفرقه على أصحابه وكان وضع في عنقه غلا عظيما يتذكر به أحوال الاخرة وأهوالها حتى قيل إنه مخالف للسنة وابتداع في الشريعة فأخرجها وأزالها وكان يسرد الصيام ويتحرى بيسير مما تيسر من الطعام ومات بطريق مكة محرما عام سبعة وسبعين وسبعمائة وهو في درر شيخنا .
3463 القاسم السلاوي المغربي المالكي قال ابن فرحون إنه كان من إخواننا الفضلاء العلماء الأكياس ممن كان يحضر الدرس عند والدي نجيبا متفننا باهرا في الفرائض نقالا للفروع وهو من الزعماء الذين تركوا شهامتهم وقوة بطشهم في بلادهم وهاجر إلى الله ورسوله وكان فقيرا ضيق الحال .
3464 قالون لقب لعيسى بن مينا بن وردان بن عيسى أبو عيسى الزرقي مولى الزهريين المدني من أهلها الإمام المغربي النحوي معلم العربية وربيب شيخه نافع بن أبي نعيم فيما قيل وهو الملقب له لجودة قراءته فقالون وهي لفظة رومية معناه جيد وقال الداني إنه عرض ايضا على عيسى بن وردان الحذا حدث عن سبحة وعن محمد بن جعفر بن أبي كثير وعبد الرحمن بن أبي الزياد وغيرهم وعنه البخاري وأبو زرعة الداري وإبراهيم بن ديريل وإسماعيل القاضي وموسى بن إسحاق القاضي وجماعة وقرأ عليه القرآن طائفة كثيرة منهم أبناه أحمد وإبراهيم وأحمد بن يزيد الحلواني وأبو نشيط محمد بن هارون وأحمد بن صالح المصري ومحمد بن عبد الحكم القطري وعثمان بن حرزاد ونقل عنه أن شيخه نافعا قال له إلى كم تقرأ أجلس إلى أسطوانة حتى أرسل إليك وانتهت إليه رئاسة الإقراء في زمانه بالحجاز ورحل إليه الناس وطال عمره وبعد صيته وكان فيما قاله علي بن الحسين ال كما سمعه ابن ابي حاتم منه شديد الصمم بحيث لو رفع القارىء صوته إلى الغاية لا