@ 83 @ .
102 إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن محمد البرهان أبو إسحاق بن الشمس الخجندي المدني الحنفي سبط أبي الهدى بن التقي الكازروني وأحد أعيان جماعته بل إمام الحنفية بطيبة الماضي جده ولد في يوم الجمعة عاشر جمادي الأولى سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة بطيبة ونشأ بها فحفظ القرآن والكنز وأخذ في الفقه عن أخيه الشهاب أحمد والفخر عثمان الطرابلسي وفي العربية وعلم الكلام عن أحمد بن يونس المغربي وكذا أخذ في شرح العقائد عن السيد السمهودي وسمع على أبيه وأبي الفرج المراغي وقرأ بمكة في منى على النجم بن فهد الثلاثيات ودخل القاهرة غير مرة أولاها سنة أربع وسبعين وسمع بها على الشاوي ثلاثيات الصحيح وختمه وغير ذلك منه وعلى الديمي وأجاز له جماعة من شيوخها وأخذ فيها الزين قاسم والعضد الصيرافي الفقه وغيره وعن الناظم الفقه وأصوله والعربية وعن الجوهري العربية وكذا قرأ فيها على الزين زكريا شرحه للشذور ولازم الأمين الأقصرائي في فنون وقرأ عليه كثيرا وأكثر أيضا من ملازمته رواية ودراية ثم كان ممن لازمني حين إقامتي بطيبة وقرأ علي جميع ألفية العراقي بحثا وحمل عني كثيرا من شرحها للناظم سماعا وقراءة وغير ذلك من تأليفي ومروياتي جرى ذلك في البحث والتحرير والتدبر والتصوير بحيث أفاد واستفاد وأجاد فيما أبداه وأعاد وأذن بحسن إدراكه وتصويره وجودة مشاركته وتقديره وأنه يستحق أن يحتبى بين يديه للتقدير ويتردد إليه للإيضاح والتصوير لا سيما وقد انضم إليه من وفور العقل والسكون ما يتم به الإصغاء لما يبديه والركون فليتقدم لإقراء من يلتمس منه ذلك وإبداء ما تحمله مما يتهذب به السالك ناويا بذلك وجه الله عز وجل آتيا من الألفاظ اللينة بما هو في فهم المعاني للطالب أدل ووصفه سيدنا الشيخي بالإمامي العالمي الأوحدي المفتي صدر المدرسين مفيد الطالبيين بقية العلماء المعتمدين وثقة المشايخ المسددين ووالده الشيخ الإمام العالم الناثر الناظم وقد ولي إمامة الحنفية بالمدينة بعد أخيه أحمد وتزوج ابنة الشيخ محمد المراغي ونعم الرجل فضلا وعقلا وتواضعا وسكونا وأصلا وخبرة وسمعته ينشد مما قاله وهو بالقاهرة لما بلغه ما وقع من الحريق بالمسجد النبوي .
( قلت بمصر جاءنا خبر % وقد جرى بطيبة أمر مهول ) .
( خافت النار إلها فانتحت % تتشفع لائذة بالرسول ) .
مات فجأة في جمادي الأولى سنة سبع وتسعين وثمانمائة سقط عليه وعلى ثلاثة من خدمة العمال له جدار بعد أن صلى الظهر وصلي عليه بعد العصر ثم دفن وخلف عدة أولاد وأسند وصيته لابن أخيه وتأسفنا على فقده رحمه الله وعوضه الجنة