@ 249 @ الفتح بعد أن تعلم الخط في الجاهلية فجاء الإسلام وهو يكتب وقد كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ابن عبد البر أسلم عام خيبر وأطعمه النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر ثلاثين وسقا وعن غيره أنه كان هو والزبير يكتبان أموال الصدقات ذكره شيخنا في الإصابة .
807 جوبان بن تدوان نائب القان أبو سعيد بن خربندا امتلك البلاد المشرقية وهو صاحب المدرسة الجوبانية بالمدينة التي بنيت في سنة أربع وعشرين وسبعمائة وجعل له فيها تربة ملاصقة لجدار المسجد بين جدار الشباك والحصن العتيق واتخذ فيها شباكا في جدار المسجد وهو اليوم مسدود كان مناصحا للمسلمين في الباطن وفيه خير ودين دبر المملكة في أيامه مدة طويلة على السداد ثم تغير عليه سلطانه وقتل ولده خواجا في سنة سبع وعشرين فهم جوبان بمحاربة أبي سعيد فلم يتمكن ثم ظفر أبو سعيد به فقتله بل وكتب إلى الناصر صاحب مصر يسأله في قتل تمرتاش بن جوبان وكان قد فر بعد قتل أخيه إلى الديار المصرية فأقام بها مدة فأجابه وقتله على أن أبا سعيد يقتل الأمير قرا سنقر المنصوري الخارج على الناصر والمقيم عند أبي سعيد فقدر موت قرا سنقر قبل قتل تمرتاش بهراة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة السنة التي قتل فيها جوبان وذلك بهراة أيضا ونقل إلى المدينة بأمر أبي سعيد مع الحاج العراقي فوقفوا به في عرفة ودخل مكة ليلا وطافوا به وصلوا عليه ثم توجهوا به إلى المدينة ليدفن في تربة له هناك فلم يمكن من ذلك أمير المدينة إلا إذا استؤذن صاحب مصر فدفن حينئذ بالبقيع في سلخ ربيع الآخر سنة تسع وعشرين ودفن معه بالبقيع ولده وكانا في هذه المدة بقلعة إمرة المدينة وكان شجاعا مهيبا شديد العطاء كبير الشأن كثير الأموال عالي الهمة صحيح الإسلام ذا حظ من صلاة وبر بذل ذهبا كثيرا حتى أوصل الماء إلى بطن مكة وقيل إنه أخذ من ملكه ألف ألف دينار وكانت ابنته بغداد زوجة أبي سعيد وابنة تمرتاش متولي ممالك الروم وابنه دمشق قائد عشرة آلاف وكانت سلطانه أبو سعيد تحت يده ثم زالت سعادتهم وتنمر لهم أبو سعيد فقتل دمشق وفر أبوه جوبان إلى والي هراة لائذا به فقتله بأمر أبي سعيد في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ولعله من أبناء الستين قاله الذهبي في ذيل سير النبلاء وقد ترجمه المجد فقال الجوبان الأمير الكبير نائب المملكة القاءانية وأتابك العساكر المغلية ومنشىء المدرسة الجوبانية بالمدينة الشريفة وليس بها مدرسة ولا رباط ولا دار أحسن بناء وأتقن وأمكن وأمتن وأحصن منها مع شرف الجوار وقرب الديار وقرب الجدار بالجدار ولو صرف من أوقافها المعشار لما وجدت أعمر منها ولا أفخر ولا أشهر في جميع مدارس الأقطار ولكن على كل خير مانع ولا يدري أحد أسرار ما الله في عباده صانع وكان ملكا مهيبا منجدا شرسا جبل أجبال بطلا مهيبا بهسكا جوليا