$ فصل من كتاب آخر في المنكرات وازالتها .
وأما المأمور به في معنى المنكرات الظاهرة وازالة أسبابها وغلق أبوابها وتحصين كل مبتوتة من عصمة وتطهير كل موسومة بوصمة فالله يثب المولى ثواب من غضب ليرضيه بغضبه وحمل الخلق على منهاج شرعه وأدبه وهو المر متفاحش خطبه معضل طبه .
وقد استدعى الملك العادل أحد الواليين وسلم إليه ما كوتب به مولانا وأسمعه الإنكار العنيف وهدده بعواقب اتباع الرأي السخيف وأشار المخاطب إلى جهات تحمي بيوت المنكرات ويدافع عنها أيدي نوابه فقال له لو استقام العود لما اعوج ظله ولو انتهيت أنت لانتهى غيرك ولو كنت تكلم المسيئين وأنت غي شريك في الاساءة لكان أمرك أقوى وعزمك أنفذ ولكنك ملجم عن انكار ما أنت شريك فيه وأجيب إلى أن يرتب من الأصحاب العادلية من يغلق مواضع الخناء ويحجر على فواسد النساء ولعل هذه الأحوال يزول منها ما يستطيع المباشر إزالته ويستكمل المولى من الحضور محق المنكر وابادته وتعفيته وما وقفت خواطر العصيان عند الزنا إلى أن زادت صحفه وهو الربا فلا حول ولا قوة الا بالله من محارم فيه منتهكة ومكاسب قد نزع الله منها البركة ومروات قد سقطت ووجوه قد توقحت وأموال قد تحرمت وشريعة منه قد خولفت وأحوال للأجناد والمضطرين به قد استؤصلت ونعم من السحت لتجار هذه المعصية قد اتسعت وبضائع قد تجهز بها أربابها الى جهنم فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين هذا ولا تعدم فتاوى ورخص يهرج بها على من لا يخفى عليه خافية ويتعرض بها للبلاء ونسأل الله العافية وهو داء من أدواء الغنى قد أوصل اليأس منه إلى الكي والدين قد استحق فلا وجه لتطاول اللي $ فصل منه في الدنيا وذمها .
نشكو إلى الله دنيا لا نحن نتركها ولا نحن ندركها